في حديث خاص مع شبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، تناول الإعلامي والكاتب عماد نداف العديد من القضايا المتعلقة بالوضع السوري الداخلي والخارجي، مؤكدا أن سوريا تقف أمام مفترق طرق بعد سنوات من الصراع.
أشار نداف إلى الاهتمام الدولي المتزايد بالشأن السوري، مستعرضا الاجتماعات المتتالية في العقبة والرياض، وصولا إلى اجتماع إيطاليا المنتظر، حيث تتزايد المطالبات بخارطة طريق واضحة لرفع العقوبات تدريجيا. اعتبر نداف أن هذه الجهود تحمل في طياتها تدخلا خارجيا يهدف إلى السيطرة على سوريا، البلد الذي وصفه بأنه مفتاح المنطقة، مستندا إلى ما أكده الكاتب باتريك سيل في كتابه الصراع على سوريا.
أكد نداف أن سوريا كانت قادرة في السابق على لعب أدوار إقليمية بفضل قوتها الاقتصادية والسياسية، لكنها أصبحت الآن ساحة مفتوحة للتدخلات الخارجية. دعا النخب السورية والقيادات المنتصرة، وعلى رأسها أحمد الشرع، إلى استثمار المرحلة الحالية لحماية البلاد من المذابح وضمان سيادتها بعيدا عن تدخل القوى الإقليمية والدولية.
فيما يتعلق بالاقتصاد، شدد نداف على ضرورة الاستفادة من الدعم الخارجي من دون الوقوع تحت تأثيره، مشيرا إلى أهمية استثمار الغاز القطري ومشاريع جديدة تعود بالنفع على البلاد. أكد أيضا ضرورة تسوية قضية الأكراد بمساومات تحقق الاستقرار، معربا عن دعمه لفكرة الحكم الذاتي الجزئي.
تحدث نداف عن دور إسرائيل في صياغة خريطة المنطقة، مشيرا إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي طرحه شمعون بيريز، معتبرا أن إسرائيل تسعى لاستغلال خيرات المنطقة من خلال رأس المال والعقل، لكنها تواجه مقاومة شعبية تحول دون تحقيق سيطرتها الكاملة.
انتقد نداف ضعف الاستثمارات الأجنبية في سوريا، موضحا أن المدينة الصناعية في الشيخ نجار لا تزال شبه فارغة رغم التسهيلات المقدمة، مما يعكس غياب الضمانات الكافية لجذب المستثمرين.
تناول نداف أيضا دور تركيا في الأزمة السورية، معتبرا أن أردوغان استفاد من التجربة التي أكدت استحالة بناء سلطنة جديدة. أشار إلى أن تركيا، رغم خيبة أملها من الغرب، قد تستفيد من التعاون مع روسيا إذا نجحت الأخيرة في تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.
اعتبر نداف أن السياسة العالمية تتغير باستمرار، حيث تبقى المصالح المحرك الرئيسي للسياسات الدولية. أشار إلى تحذيرات هنري كيسنجر بشأن روسيا، معتبرا أن انتصار أوكرانيا على روسيا قد يدفع الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع الصين.
شدد نداف على أهمية بناء دولة مدنية تعددية في سوريا بعيدا عن التجاذبات الدينية أو الإقليمية، مؤكدا أن البرلمان المشكل من نخب وطنية سيكون الضامن الحقيقي لاستقلالية البلاد وحمايتها من التدخلات الخارجية. ختم حديثه بالتأكيد على أن المرحلة القادمة تتطلب وعيا وطنيا عاليا لمنع أي محاولات لتدمير الإنجازات المحتملة.