في حديث خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم، تناول الخبير الاستراتيجي د. أحمد الناصر التغيرات الكبرى التي يشهدها الشرق الأوسط بعد قرار رفع العقوبات عن سوريا. وأوضح الناصر أن هذا القرار ليس مجرد تغيير في السياسة الأمريكية فحسب، بل يمثل انعطافة تاريخية في موازين القوى الإقليمية والدولية.
بدأ الناصر حديثه بالسياق التاريخي للأزمة السورية، مشيراً إلى أن العقوبات الاقتصادية التي فرضت على سوريا منذ عام 2011 كان لها آثار مدمرة على الاقتصاد السوري والبنية التحتية للبلاد. وتطرق إلى كيف أدت هذه العقوبات إلى تدهور قيمة العملة المحلية وانهيار القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم، ناهيك عن تأثيرها المباشر على حياة المواطنين اليومية.
كما حلل الناصرالعوامل التي أدت إلى تغير الموقف الأمريكي، موضحاً أن هناك عدة أسباب دفعت واشنطن لإعادة النظر في سياستها تجاه سوريا. من بين هذه الأسباب التغيرات في الخريطة الجيوسياسية العالمية بعد الحرب الأوكرانية، والحاجة إلى إيجاد حلول لأزمات الطاقة في أوروبا، بالإضافة إلى الرغبة الأمريكية في تقليص النفوذ الروسي في المنطقة.
تناول الناصر أيضاً ردود الأفعال الإقليمية على هذا القرار، حيث أشار إلى أن بعض الدول الخليجية بدأت تستعد لمرحلة جديدة من العلاقات مع دمشق. وذكر الناصر أن هناك مؤشرات على استعداد هذه الدول للمساهمة في إعادة إعمار سوريا، لكن ذلك سيكون مشروطاً بضمانات سياسية وأمنية معينة.
وأخيراً، استعرض الناصر التحديات التي قد تعترض تنفيذ هذا القرار، بما في ذلك المعارضة الداخلية في الولايات المتحدة، والموقف الإسرائيلي، بالإضافة إلى تعقيدات الملف السياسي السوري. وختم حديثه بالتأكيد على أن نجاح هذه الخطوة سيعتمد على قدرة الأطراف المعنية على إدارة المرحلة الانتقالية بحكمة وتبصر.