– بعد سقوط الأسد تدافعت وسائل الإعلام الدولية إلى سوريا مستفيدة من هامش غير مسبوق من الحرية والوصول الواسع إلى المعلومات والخدمات
– كنا نأمل أن يسهم هذا الوصول في تطوير صحافة موضوعية وبناءة صحافة يمكن أن تقدم صورة واقعية لبلد يمر بمرحلة انتقالية معقدة لكن الواقع أثبت عكس ذلك
– اتسمت معظم التغطية بنبرة مستشرقة مما أدى إلى عيوب منهجية غالباً ما تتجذر في المواقف الإيديولوجية المسبقة تتراوح من المحسوبية الدقيقة إلى العداء غير المبرر
– بدلاً من الاستماع عن كثب إلى تعقيدات السياق السوري وصل العديد من الصحفيين بانطباعات محددة سعوا إلى تعزيزها متجاهلين الجهود المبذولة والتسهيلات التي تقدمها لهم وزارة الإعلام
– في حين أن سوريا لا تدعي الكمال وتعترف علناً بنواقصها فإن تجاهل السياق الأوسع والاعتماد على الروايات الضيقة يقوض أي محاولة صادقة لفهم أعمق وأكثر عدلاً وشمولاً للموقف
– ما يثير القلق بشكل خاص هو أن هذه المنافذ لم تتعلم على ما يبدو من إخفاقات التغطية الإعلامية في الأزمات السابقة
– لقد أظهروا القليل من الاستعداد الحقيقي لاعتماد لهجة مصالحة أو نهج متوازن بدلاً من أن يعكسوا تعقيدات اللحظة لجؤوا إلى عقلية “مشرقة” عتيقة تستمر في تلوين خطابهم
– هذا النهج يتجاهل حقيقة أن الصحافة وخاصة في أوقات الانتقال التاريخي تحمل مسؤولية عميقة بمتابعة الحقيقة بنزاهة والبقاء منفتحةً على الحقائق بدلاً من التمسك بالأحكام الجاهزة التي تعمق الفجوة بين الشعوب والروايات