في حديث خاص مع الكاتب الصحفي أحمد رفعت يوسف، مسؤول الإعلام في التجمع الوطني الديمقراطي مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم، تم تناول العديد من القضايا السياسية التي تشغل المشهد السوري والإقليمي. أكد يوسف أن رفع العقوبات الأوروبية عن سورية لم يكن رفعاً كاملاً، بل جاء بشكل جزئي ومرتبط بتحقيق شروط محددة. ووصف هذه الخطوة بأنها “نوع من الإغراء” للقيادة السورية الحالية، مشيراً إلى أن الأوروبيين يسعون لدفع سورية نحو تنفيذ مطالبهم قبل رفع العقوبات بشكل كامل. وأضاف أن أوروبا لا تتحرك دون ضوء أخضر أمريكي، مما يؤكد أن القرارات الأوروبية مرتبطة بشكل وثيق بالسياسة الأمريكية.
وحول الاختلافات بين أوروبا والولايات المتحدة في موضوع العقوبات، أوضح يوسف أن الخلافات بينهما تبقى ضمن الهوامش العادية، وأن أوروبا تعمل ضمن إطار المصلحة الأمريكية. كما أشار إلى أن أوروبا تتأثر بشكل أكبر بموجات الهجرة مقارنة بالولايات المتحدة، مما يدفعها للعمل بسرعة لتحقيق الاستقرار في سورية. ومع ذلك، أكد أن أوروبا تحتاج إلى النخب السورية، رغم أنها تتاجر بكل شيء، بما في ذلك حاجاتها.
وفيما يتعلق بالتنافس الدولي على النفوذ في سورية، اعتبر يوسف أن تركيا تبدو في الظاهر الرابح الأكبر، لكنها ستواجه عواقب كبيرة نتيجة تجاوزها الخطوط الحمراء في السياسة الإقليمية. وأكد أن تركيا لا يمكن أن تتصرف بحرية في سورية دون مواجهة مقاومة من دول مثل السعودية ومصر، اللتين تسعيان لحماية مصالحهما في المنطقة. كما أشار إلى أن سورية أصبحت نقطة توازن استراتيجي بين القوى الدولية، مما يجعلها محط أنظار الجميع.
وحول زيارة الوزير التركي هاكان فيدان إلى سورية والرياض، وصف يوسف تصريحات فيدان بأنها “دبلوماسية أكثر من كونها واقعية”، مؤكداً أن الواقع يختلف عما يتم تصويره. وأضاف أن التنافس بين تركيا والسعودية على النفوذ في سورية سيؤدي إلى تضارب مصالح، مما يعقد المشهد السياسي في المنطقة.
وفي الختام، شدد يوسف على أهمية أن تحافظ سورية على توازن في علاقاتها مع جميع الأطراف، دون الانحياز الكامل لأي طرف. وأكد أن مصلحة الشعب السوري تكمن في التعاون مع الجميع وفتح المجال للعلاقات الاقتصادية والسياسية المتنوعة. كما أشار إلى أن سورية ستظل نقطة توازن استراتيجي في المنطقة، وأن أي سلطة قادمة ستكون قادرة على تلبية الطلبات الدولية بفضل التغير الكبير الذي حدث في المشهد السياسي بعد التحرير.