أثار انهيار الدولار الأمريكي الملحوظ مقابل انتعاش الليرة السورية ، تساؤلات حول تداعيات هذا الانتعاش على الاقتصاد السوري ومستقبل العملة فهبوط الدولار من 15 الف ليرة سورية قبل سقوط النظام ليلامس 7500 ل منذ ايام ومن ثم عودته ليستقر على 9500 ل اول أمس يعتبر أمر مقلق لذوي الاختصاص، وغير مفهوم بالنسبة للمواطن العادي وخاصة إنه لم يلمس اي انخفاض بالأسعار.
التصريحات الرسمية الصادرة عن مصرف سورية المركزي أرجعت أسباب تحسن قيمة الليرة المفاجئ لحالة الارتياح العام بالأحداث السياسية والزيارات لوزراء بعض الدول، إضافة إلى اللقاءات الخارجية والمساعدات المالية والاستثمارات والاتفاقات إضافة إلى المبالغ التي جلبها العائدون من الشمال السوري، والحوالات التي جرى تسليمها بالدولار.
في حين اعتبرت الخبيرة الاقتصادية الدكتورة لمياء عاصي أن تحسن سعر الصرف ناتج عن أسباب أقوى منها المضاربات على الليرة وحبس السيولة التي قام بها البنك المركزي والتي سببتها بعض قرارات الحكومة الجديدة.
“حبس السيولة”
وأكدت عاصي أنه لا يوجد أسباب منطقية للتحسن في سعر صرف الليرة، مع انعدام وجود متغيرات اقتصادية قوية طرأت على الاقتصاد السوري،
مبينةً لأخبار الشام بأن اي ارتفاع في سعر الليرة سيعمل ضد مصالح المنتجين السوريين وسيضعف قدرتهم على منافسة البضائع المستوردة, خاصة في ظل السماح
بالاستيراد من تركيا بدون تعرفة جمركية لتحل المستوردات بدل المنتج المحلي, مسببةً بذلك إغلاق أبواب الكثير من المنشآت الصناعية والزراعية وتسريح آلاف العمال, إضافة الى خسارة المواطنين لمدخراتهم نتيجة بيع الدولار بسعر منخفض.
كما اعتبرت عاصي بأن احتفاظ البنك المركزي بأموال التجار والتي تبلغ مئات المليارات وتصريحه بأنه لن يفرج عنها قبل ستة اشهر، و إصدار التعاميم, بضبط السحوبات من البنوك العامة هو أحد اهم الممارسات التي قام بها البنك المركزي وأدت الى حبس السيولة، إضافة لتوقف الدولة عن صرف الرواتب للموظفين لأكثر من شهرين , وتسريح عدد كبير منهم وتوقف رواتب العسكريين بسبب حل الجيش السوري.
موت سريري
بدوره، أوضح الخبير الاقتصادي عامر شهدا لأخبار الشام بأن كل المؤشرات الاقتصادية في سوريا لاتشير لنشاط اقتصادي يؤدي الى هبوط الدولار،لان هبوطه وارتفاعه مرتبط بالتصدير.. مؤكداً بأن التصدير اليوم في سوريا بحالة موت سريري ولايوجد إلا ضمن اقنية ضيقة جداً، تم تنفيذها قبل سقوط النظام وعند انتهاء هذه العقود ستتوقف عملية التصدير نهائيا وهذا مايسبب استنزاف لمدخرات الناس من القطع الاجنبي.
وقال شهدا: “نحن نعلم اليوم ان هناك مجموعة من الموظفين ليست قليلة تعرضت لايقاف رواتبها فبدأت باستخدام مدخراتها من القطع الأجنبي، فليس لديها ملجأ سوى السوق السوداء لبيع الدولار وتأمين ماتتطلبه المعيشة و هذا الأمر له نتائج كارثية..
والتوجه للدولرة بشكل كامل وهذا يعني عدم احترام للعملة المحلية التي تمثل رمزا وطنيا لايمكن الاستغناء عنه”
وبيّن الخبير الاقتصادي بأن الدولرة اليوم تقوم على مبدا استخدام الدولار الامريكي بدل العمله المحليه بشكل شبه كامل، لافتاً إلى لجوء بعض الدول لموضوع الدولرة مثل بنما وبعض دول أمريكا اللاتينية واستخدامهم الدولار بديلا عن عملتهم المحلية وذلك تجنبا للتضخم و لانخفاض اسعار عملاتها، اما بالنسبة لسوريا اليوم الدولار ينخفض ولكن الأسعار ترتفع بشكل عام.. وبالتالي الموضوع لايعالج موضوع التضخم وبالتالي لايثبت الاسعار..
إيقظوا المركزي
واستنكر شهدا عدم تدخل مصرف سوريا المركزي بالسوق، معتبراً عدم اتخاذ إجراءات حكومية يعد خطأ كبير، وأن عدم التدخل لايعني التوجه نحو سوق تنافسي، أو تحرير لسعر الصرف، لان تحرير سعر الصرف واقتصاد السوق التنافسي له مقوماته وآلياته واجرائاته وشروطه، اما ان يترك السوق بهذا الشكل يعد خطأ كبير ويشير إلى أن هناك شيء ما يخطط له بالنسبة للاقتصاد السوري
أكدت عاصي على ضرورة إعادة ضخ السيولة في الأسواق ورفع القيود على السحوبات النقدية من البنوك، بالإضافة لإعادة الثقة الى النظام المصرفي, مشددةً على اهمية تنظيم عمليات الصرافة في مكاتب الصرافة والبنوك العاملة حصرا وليس على بسطات غير مرخصة
رولا أحمد _دمشق _أخبار الشام
Sham-news.info