في حوار مع شبكة شام نيوز إنفو عبر أثير إذاعة فيرجن إف إم، قدم الكاتب والروائي البارز محمد أحمد الطاهر تحليلاً شاملاً للتداعيات الاستراتيجية لعودة سورية المفاجئة إلى النظام المالي الدولي. جاء هذا التحليل في أعقاب المشاركة التاريخية للوفد السوري الرسمي المكون من وزير المالية يسر برنية ومدير المصرف المركزي عبد القادر الحصرية في اجتماعات الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بواشنطن.
أوضح الطاهر أن هذه الخطوة تمثل منعطفاً حاسماً في العلاقات الدولية لسورية، مشيراً إلى أنها أول زيارة رسمية بهذا المستوى إلى العاصمة الأمريكية منذ أكثر من عشرين عاماً. وأكد أن القرار الأمريكي بمنح التأشيرات لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج تراكمات سياسية وإشارات ميدانية بدأت تظهر تدريجياً خلال العامين الماضيين.
تناول الطاهر السياق التاريخي لهذا التطور، موضحاً أن واشنطن بدأت تطلق إشارات تصالحية منذ فترة عبر قنوات متعددة. من بين هذه القنوات تصريحات بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي الذين بدأوا يدعون إلى إعادة تقييم السياسة الأمريكية تجاه سورية، بالإضافة إلى رسائل مشفرة نقلها حلفاء أمريكا في المنطقة العربية خلال زياراتهم الأخيرة لدمشق.
أشار الطاهر إلى أن الزيارات الأوروبية المتتالية لسورية خلال الأشهر الماضية، بما في ذلك زيارة وزيرة الخارجية الألمانية، لم تكن سوى تمهيداً لهذه الخطوة الأكبر. وفسر ذلك بأن الدول الأوروبية عادة ما تتحرك ضمن الإطار العام للسياسة الأمريكية، خاصة في ملف حساس مثل الملف السوري.
كما لفت الطاهر الانتباه إلى دلالة نوع التأشيرات الممنوحة للوفد السوري، والتي كانت من الفئة العادية وليس الدبلوماسية. رأى في ذلك رسالة سياسية متعددة الطبقات: من ناحية، إشارة إلى أن واشنطن لا تزال تحتفظ بتحفظاتها تجاه النظام السياسي في سورية، ومن ناحية أخرى، تأكيد على استعدادها لفتح قنوات اتصال جديدة مع الجهات الفنية والاقتصادية في البلاد.