في حوار خاص مع شبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة فيرجن إف إم، تحدث الكاتب محمد حوراني عن الدور المحوري الذي يجب أن يلعبه المثقفون في المرحلة الانتقالية التي تعيشها سوريا. بدأ حديثه بالتأكيد على أن الثقافة ليست ترفا فكريا، بل هي الأساس الذي تقوم عليه أي عملية تغيير حقيقية. أوضح أن غياب المثقف الواعي يخلق فراغا تستغله القوى الموالية للانقسام، سواء عبر خطابات طائفية أو عرقية أو أيديولوجية متطرفة.
أشار حوراني إلى أن المثقف الحقيقي ليس من ينعزل في أبراج عاجية، بل من ينخرط في هموم الناس اليومية. استشهد بمفهوم “المثقف العضوي” الذي طرحه المفكر غرامشي، موضحا أنه الشخص الذي يربط بين الفكر والممارسة العملية، ويشارك في صناعة الوعي الجمعي. حذر من تحول بعض النخب إلى أدوات لترويج خطاب الكراهية، مستذكرا تجارب تاريخية كالانقسامات التي سبقت سقوط الدولة العباسية، حيث تحول المثقفون إلى شهود صمت على التفتيت.
تطرق إلى نماذج ملهمة مثل تعامل النبي محمد مع أهل مكة بعد الفتح، حيث حول الانتصار العسكري إلى مصالحة إنسانية، وكذلك تجربة نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا التي حولت العداء إلى تعايش. شدد على أن المهمة الأصعب اليوم هي مواجهة ما أسماه “الفساد الأخضر”، وهو انحراف بعض المثقفين الذين يزرعون الفرقة عبر خطابات مسمومة، محذرا من تحويل وسائل التواصل الاجتماعي إلى أدوات لتدمير النسيج المجتمعي.
اختتم حديثه بدعوة إلى إحياء الثقافة الجامعة، مستذكرا كيف كان السوريون يتشاركون الفرح في داريا قبل أربعين عاما، حيث كان المسلمون يهنئون جيرانهم المسيحيين بأعيادهم، والعكس صحيح. أكد أن استعادة هذا النموذج يتطلب شراكة حقيقية بين المثقفين والسلطة، وعدم ترك الساحة للخطابات المتطرفة التي تستورد مشاريع التقسيم من الخارج.