تناول محمد حوراني في حديث خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم التحديات التي تواجه الوحدة المجتمعية، مركزا على أحداث جرمانا الأخيرة والمؤتمر الكردي في الحسكة. بدأ بالتشديد على أن الأزمات الطائفية ليست قدرا محتوما، مستشهدا بنماذج تاريخية من التعايش، كالعلاقات بين المسلمين والمسيحيين في داريا حيث كانوا يتشاركون الاحتفالات الدينية.
حلل حوراني كيفية تحويل بعض الخلافات العابرة إلى صراعات هوياتية، موضحا أن أحداث جرمانا استغلت فيديوهات مفبركة تشبه أساليب تنظيم داعش في تأجيج العنف. انتقد الدور السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت مختبرات لتصدير الكراهية، داعيا إلى تشريعات تجرم الخطاب التحريضي دون المساس بحرية التعبير.
كما توقف حوراني عند مؤتمر الوحدة الكردية في الحسكة، معتبرا إياه اختبارا لجدية النخب الكردية في الاندماج الوطني، ومؤشرا على التنافس التركي الأمريكي للسيطرة على الأجندة الكردية. شدد على أن رفض الفيدرالية ليس تعنتا، بل خوفا من تكرار سيناريو العراق الذي تحول فيه الحكم الذاتي إلى دويلات متناحرة.
اختتم حوراني بالحديث عن نماذج تاريخية كتعامل صلاح الدين الأيوبي مع مختلف المذاهب، مؤكدا أن الخطر الحقيقي ليس في التنوع بل في ثقافة الاستبعاد. دعا إلى بناء وعي جماعي يعيد اكتشاف الجذور المشتركة، حيث إن التاريخ السوري ليس سردية أحادية، بل فسيفساء حضارية تصلح أن تكون نموذجا للعالم في زمن الاصطفافات المذهبية.