رغم حالة التشاؤم العميق لدى بعض المعلقين، فإن هناك صفقة مع حركة حماس تتبلور في هذه الأيام، ويبدو أنها ستؤدي إلى الإفراج عن غالبية (وربما جميع) الأسرى، وإلى إنهاء الحرب في غزة.
تجري المفاوضات الأساسية بشكل متوازٍ في واشنطن والدوحة، ومن المتوقع عقد لقاء ثالث بين نتنياهو وترامب قريبًا. ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي لضغوط كبيرة لدفعه نحو تقديم تنازلات. وتولي الإدارة الأمريكية أهمية كبيرة لإنهاء الحرب مع حماس بشكل علني وتقديم ذلك كإنجاز سياسي خارجي يمهد الطريق لمزيد من النجاحات الدبلوماسية.
تُعقد الاجتماعات بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين والقطريين بسرية وفي العلن، حيث يُطلب من إسرائيل تقديم تنازلات، خاصة فيما يتعلق بوجود قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. وقد أبلغ فيتكوف وزير الشؤون الاستراتيجية درمر، المقرب من نتنياهو، أن استمرار سيطرة إسرائيل على مساحات واسعة في غزة أمر غير مقبول بالنسبة لترامب، لأن حماس لن توافق على ذلك.
وإذا اضطرت إسرائيل للرضوخ لهذه الضغوط والموافقة على الإفراج عن جميع الأسرى مقابل إنهاء الحرب، فعليها المطالبة بضمانات واضحة وآلية فعالة لتنفيذها، بما في ذلك ترحيل قيادة حماس إلى دولة أخرى، ومنعها من لعب أي دور مؤثر في قطاع غزة لاحقًا.
وبحسب التسريبات، فإن إسرائيل وافقت مبدئيًا على سحب جزئي لقواتها من محور موراج، وهو الخط الفاصل بين مدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع.
وتصر إسرائيل على الحفاظ على وجود الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة على طول حدود القطاع لحماية المستوطنات القريبة، رغم أن هذا الوجود لا يضمن الأمن بشكل كامل. كما تسعى إسرائيل إلى الحفاظ على سيطرتها على رفح، حيث يتم اختبار إمكانية إدارة محلية للمدينة دون وجود حماس.
رفح هي مدينة فلسطينية على الحدود مع مصر وتخضع حاليًا لسيطرة عسكرية كاملة من الجيش الإسرائيلي. وخلال الأسابيع الماضية، ظهرت قوة العائلات المحلية في المدينة، حيث تحدى أحد أبرز قادتها، ياسر أبو شاباب، حركة حماس بشكل علني