في حديث خاص مع شبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة فيرجن إف إم، تحدث المحلل السياسي حسام طالب عن لتصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي شكلت صدمة للمشهد السياسي الدولي، خلال حلقة خاصة مع شبكة شام نيوز إنفو.
أكد طالب أن التصريحات الصادمة لترامب، والتي طالبت حلفاء أمريكا بدفع فاتورة الدعم العسكري وهددت الاتحاد الأوروبي برسوم جمركية، تمثل تحولاً استراتيجياً في السياسة الخارجية الأمريكية. وأوضح أن هذه التصريحات ليست مجرد انفعال عابر، بل تعكس فلسفة ترامب القائمة على “المحاسبة الدقيقة” للعلاقات الدولية، حيث يتم التعامل مع الحلفاء كشركاء تجاريين وليس كحلفاء استراتيجيين.
في تحليل تاريخي معمق، أشار طالب إلى أن العلاقة بين أمريكا وأوروبا شهدت تحولاً جذرياً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. فبعد أن استثمرت واشنطن تريليونات الدولارات عبر مشروع مارشال لإعادة إعمار أوروبا، أصبحت تشعر اليوم بأن الحلفاء الأوروبيين يستغلون هذه العلاقة لتحقيق مصالحهم الخاصة. وأوضح أن أزمة أوكرانيا شكلت نقطة التحول الحاسمة، حيث تتحمل أمريكا العبء الأكبر في دعم كييف عسكرياً ومالياً، بينما تتراجع المساهمات الأوروبية.
قدم طالب قراءة مغايرة للأحداث في أوكرانيا، مشيراً إلى أن روسيا لم تخسر الحرب كما يروج البعض. واستشهد بتصريحات الرئيس بوتين الأخيرة التي تؤكد انتصار روسيا، موضحاً أن موسكو تمكنت من تحقيق مكاسب استراتيجية مهمة رغم التحديات. وكشف عن أن كلا الطرفين الأمريكي والروسي يستفيدان من استمرار الصراع، حيث تبيع أمريكا الغاز لأوروبا بأسعار قياسية، بينما تعزز روسيا وجودها في الأقاليم المتنازع عليها.
كما تحدث طالب عن تداعيات هذه التطورات على منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن التصعيد الأمريكي الأوروبي قد يفتح الباب أمام تحولات كبرى في المنطقة. وأوضح أن الدول العربية مطالبة اليوم بإعادة تقييم تحالفاتها الاستراتيجية في ظل هذا المناخ الدولي المتوتر، خاصة مع تنامي النفوذ الروسي الصيني في المنطقة.
توقع طالب أن تشهد الفترة المقبلة تطورات مهمة على عدة مستويات:
1. مفاوضات مكثفة بين ترامب وبوتين لإنهاء الحرب الأوكرانية
2. تصاعد التوتر في العلاقات الأوروبية الأمريكية
3. تحولات جيوستراتيجية في الشرق الأوسط لملء الفراغ الناتج عن هذه الأزمات
وأكد أن أوروبا ستظل الخاسر الأكبر في هذه المعادلة، بينما تخرج كل من أمريكا وروسيا بمكاسب استراتيجية، مما يفتح الباب أمام نظام عالمي جديد تتصارع فيه القوى الكبرى على إعادة ترسيم مناطق النفوذ.