في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم، تناول الدكتور مهدي دخل الله التحولات الأخيرة في الموقف الدولي تجاه القضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا. جاء التحليل في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات جيوسياسية كبيرة، مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل.
أثار دخل الله تساؤلاً مهماً حول المظاهرات الحاشدة التي تشهدها العواصم الغربية دعماً للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذه الحركات الشعبية الكبيرة لا يمكن أن تكون عفوية، بل تنظمها قوى المجتمع المدني في أوروبا التي تخضع لرؤى استراتيجية. وأوضح أن هذه الضغوط الشعبية تمثل أداة ضغط أوروبية منظمة على الحكومة الإسرائيلية.
في السياق السوري، ناقش دخل الله التخوفات التركية من مشاريع تقسيم سوريا، مؤكداً أن الموقف الأمريكي الرسمي يدعم وحدة الأراضي السورية، بينما تسعى إسرائيل وبعض القوى المتطرفة إلى التقسيم. وأشار إلى أن احتمالية التقسيم تبقى واردة في ظل حالة عدم الاستقرار، لكنها لا تمثل خياراً استراتيجياً لأي من الأطراف الفاعلة.
تناول التحليل أيضاً مشروع “الشرق الأوسط الجديد” وفق الرؤية الأمريكية، والذي يتضمن وفقاً لدخل الله إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة إلى جانب إسرائيل ضمن حدود معترف بها. وأوضح أن هذا المشروع سيكون خاسره الأكبر إسرائيل، لأنها ستفقد حلمها بالتوسع من النهر إلى البحر.
أما فيما يخص الوضع الداخلي في سوريا، فقد رفض دخل الله فكرة الفدرلة أو التقسيم الطائفي، مستنداً إلى عاملين رئيسيين: أولاً، التداخل السكاني العميق بين مختلف المكونات في سوريا، وثانياً، التاريخ السياسي السوري الذي شهد تعايشاً بين مختلف الطوائف والأعراق. وأكد أن نظام اللامركزية الإدارية قد يكون حلاً مناسباً، لكنه حذر من الخلط بينه وبين الفدرلة التي قد تؤدي إلى التقسيم.
في ختام حديثه، تطرق دخل الله إلى التحول في النظام الدولي من أحادية القطب إلى تعددية القوى، مشيراً إلى أن هذا الانتقال يمر بمرحلة مخاض صعبة تشهدها مناطق مثل أوكرانيا وتايوان. وأوضح أن إدارة ترامب تميل إلى الحلول التفاوضية في هذه الأزمات، خلافاً للنهج التصادمي الذي تتبناه الإدارات الديمقراطية عادة.
يأتي هذا التحليل في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات كبرى، حيث تتصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بينما تواصل سوريا مسيرتها الصعبة نحو الاستقرار بعد سنوات من الأزمة. وتظل الأسئلة مطروحة حول مدى قدرة القوى الإقليمية والدولية على تحقيق رؤاها في منطقة تشهد تنافساً محموماً على النفوذ والسيطرة.