يشكل الزيتون في محافظة اللاذقية عماد الزراعة ومصدراً أساسياً لدخل الكثير من الأسر، غير أن الموسم الحالي جاء مخيباً، إذ اجتمعت ظروف مناخية واقتصادية قاسية قللت الإنتاج بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية.
موسم ضعيف
هذا العام لم يكن مجرد “معاومة” طبيعية، بل موسم متراجع بفعل الجفاف، قلة الأمطار، والحرائق التي أتلفت مساحات واسعة. ضعف العقد وتراجع الكميات انعكسا مباشرة على أسعار الزيت والزيتون التي ارتفعت بشكل غير مسبوق، فبات المنتج الأساسي على موائد العائلات عبئاً لا يطاق، خاصة مع تراجع القدرة الشرائية.
تحديات بيئية
لم يتوقف الأمر عند المناخ، إذ انتشرت أمراض وآفات خطيرة مثل الذبول الفطري الذي يضعف الشجرة ويهدد حياتها، وذبابة الزيتون التي تسبب خسائر في كمية الزيت وجودته. هذه التحديات تحتاج خطط وقاية علمية، لكن غياب الدعم الفني جعل المزارعين في مواجهة مشكلات تفوق طاقتهم.
تكاليف مرتفعة وخدمات غائبة
ارتفاع أسعار السماد والأدوية الزراعية حرم المزارعين من العناية الكاملة بأشجارهم، فيما غابت الحلول الرسمية لتعويض الخسائر أو ضبط الأسواق. النتيجة كانت فوضى في التسعير وتضرر مباشر للأسر محدودة الدخل، التي تعتمد على الزيت والزيتون كمنتجات أساسية في حياتها اليومية.
يبقى الزيتون رمزاً للأرض والاستقرار في اللاذقية، لكن استمرار التراجع دون تدخل حقيقي يهدد بخسائر لا تعوض. إنقاذ الموسم يحتاج رؤية واضحة تبدأ بدعم المزارعين وتوفير مستلزمات الإنتاج، مروراً بمكافحة الآفات، وصولاً إلى تنظيم الأسواق. فالموسم الضعيف ليس حدثاً عابراً، بل إنذار بضرورة التحرك لحماية هذه الشجرة المباركة ومستقبل الزراعة في المحافظة.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info