جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التأكيد بعد لقائه الرئيس أحمد الشرع في “البيت الأبيض”، أمس الاثنين، على بذل كل ما في وسعه من أجل إنجاح سوريا. ونقلت شبكة (CNN) الأميركية عن ترامب قوله للصحفيين في المكتب البيضاوي: إن “الشرع قائد قوي للغاية، قادم من بيئة صعبة للغاية، وهو رجل حازم، أنا معجب به، وأتفق معه… وسنبذل قصارى جهدنا لإنجاح سوريا”. وأعرب الرئيس الأميركي عن ثقته بقدرة الرئيس الشرع على قيادة بلاده.
سوريا الهدف
وكان ترامب كتب عبر منصته “تروث سوشيال” بعد اللقاء، أنه “تشرف بقضاء بعض الوقت” مع الرئيس السوري أحمد الشرع، في “البيت الأبيض”، كما أكد أن “استقرار سوريا ونجاحها أمر بالغ الأهمية لجميع دول المنطقة”.وقال ترامب: “ناقشنا جميع تعقيدات السلام في الشرق الأوسط، وهو من أشد دعاة السلام.. أتطلع إلى اللقاء والتحدث مجدداً”. ووفق رئاسة الجمهورية العربية السورية، فإن الرئيسين الشرع وترامب عقدا جلسة مباحثات، بحضور وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، و وزير خارجية الولايات المتحدة ماركو روبيو، تناولت العلاقات الثنائية بين سوريا والولايات المتحدة، وسبل تعزيزها وتطويرها، إضافةً إلى عددٍ من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان لها، إنه وبتوجيه من الرئيس ترامب عُقد اجتماع عمل موسع ضمّ الوزير الشيباني ووزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، ووزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، لمتابعة ما تمّ الاتفاق عليه بين الرئيسين ووضع آليات تنفيذ واضحة له. وأوضحت الوزارة، أن الجانبين اتفقا خلال المباحثات على المضي في تنفيذ اتفاق العاشر من مارس/آذار، بما يشمل دمج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ضمن صفوف الجيش السوري، في إطار عملية توحيد المؤسسات وتعزيز الأمن الوطني، كما أكد الجانب الأميركي دعمه للتوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل يهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي.
وأشارت الوزارة أيضا، إلى أن الرئيس ترامب عبّر في الشق الاقتصادي عن دعم بلاده لجهود النهضة والاستثمار في سوريا، مؤكداً التزام الولايات المتحدة بالمضي في رفع العقوبات المفروضة بموجب قانون “قيصر”، بما يتيح تعزيز فرص التنمية وجذب الاستثمارات.
تعليق “قيصر”
وكان من بين القضايا الرئيسية التي تمّت مناقشتها خلال اجتماع الرئيسين الشرع وترامب رفع العقوبات، حيث أعلنت وزارة الخارجية والتجارة والخزانة الأميركية في بيان مشترك بعد اللقاء، تعليق العمل بقانون “قيصر” لمدة 180 يوماً، والسماح بنقل معظم السلع أميركية المنشأ للاستخدام المدني، والبرمجيات والتكنولوجيا، إلى سوريا أو داخلها، دون الحاجة إلى ترخيص. وقالت الوزارات في بيانها: إن “الولايات المتحدة تؤكد التزامها بدعم سوريا مستقرة وموحدة وسلمية، ففي 13 مايو/أيار 2025، أعلن الرئيس دونالد ترامب رفع العقوبات الأميركية عن سوريا لمنح البلاد فرصة للسلام والازدهار، وفي حزيران أصدر الرئيس الأمر التنفيذي رقم 14312، الذي أزال رسمياً العقوبات الأميركية، ووجّه الوكالات لاتخاذ تدابير إضافية لتشجيع القطاع الخاص الأميركي والشركاء الدوليين على إعادة الانخراط في سوريا”. وأضاف البيان: أن رفع العديد من العقوبات “يهدف إلى دعم جهود سوريا لإعادة بناء اقتصادها وتحقيق الرخاء لجميع مواطنيها، بمن فيهم الأقليات العرقية والدينية، ومكافحة الإرهاب”.وأكد البيان، أن الولايات المتحدة لم تعد تفرض عقوبات شاملة على سوريا، باستثناء المعاملات القابلة للعقوبات مع روسيا وإيران، كما أشار إلى أن العقوبات “لا تزال مفروضة على بشار الأسد ومساعديه، ومنتهكي حقوق الإنسان، ومهربي مخدر الكبتاغون، وغيرهم من الجهات الإقليمية المزعزعة للاستقرار”.
