تداولت أوساط من المجتمع المحلي معلومات حول اكتشاف لوحة أثرية في منطقة برهليا في وادي بردى، للتأكد من صحة ماورد تواصلت شبكة أخبار الشام مع مديرية الآثار بدمشق،حيث أفادنا الدكتور همام سعد مدير التنقيب والدراسات الأثرية بتصريح حصري للشبكة تحدث فيه بأنه تم العثور على اللوحة الفسيسائية بالتعاون مع الجهات المعنية والمجتمع المحلي، في أرض زراعية في منطقة برهليا، منوهاً إلى إنها ليست المرة الأولى التي يظهر فيها لوحة فسيفساء في هذا المكان حيث انه في العام الماضي ظهر جزء من لوحة في نفس المكان وتم استخراجه أيضا بالتعاون مع المجتمع المحلي
بعد اعلام المديرية العامة للاثار تم تشكيل فريق اثري وطني مختص للقيام بأعمال التنقيب والكشف وفقاً للدكتور سعد حيث تبين وجود اللوحة على عمق نص متر من الأرض الزراعية، مشيراً لتعرض اللوحة بفعل عوامل الزمن لبعض الأضرار في اجزاء منها.
وحول موضوع اللوحة كشف دكتور سعد بأنها تضمنت مشهد أسطوري معروف، تمثيل لآلهة البحر “ثيتس” ومجموعة من الصيادين بقومون برمي الشباك وصيد السمك، لافتاً إلى ان تاريخ اللوحة يعود للعصر الروماني المتأخر اي نهاية القرن الرابع الميلادي.
تكمن أهمية اللوحة في غنى تقنية التمثيل (الألوان والمشهد) في هذه الفترة في المنطقة واستمرارية المواضيع الأسطورية الوثنية رغم ان الديانة الامبراطورية الرسمية في تلك الفترة كانت الديانة المسيحية، منوهاً إلى أن تمثيل آلهة البحر هنا ربما له علاقة بنهر بردى.
أوضح مدير التنقيب بأن اللوحة هي مشهد واحد مع احتمالية وجود اجزاء اخرى ربما خربت مع الزمن وهي مرتبطة ببناء هام ولكن للأسف لم تظهر منه اي عناصر معمارية لمعرفة هويته.
وبخصوص منطقة برهليا أكد دكتور سعد بأنها غنية جداً بالبقايا الاثرية وعثر ضمنها على مجموعة من اللقى ولوحات الفسيفساء التي تؤكد أهمية المنطقة خلال العصور الكلاسيكية.
بعد الانتهاء من أعمال كشف اللوحة قام فريق المديرية بتوثيقها ونقلها لإجراء اعمال الترميم اللازمة عليها، تمهيداً لعرضها لاحقا في المتحف الوطني.
وعند استفسارنا عن مصير الأرض التي تم اكتشاف اللوحة الأثرية فيها فيما اذا كانت قد صُدرت او لا وفقاً لما تداوله أهالي المنطقة، أكد دكتور سعد بأنها إشاعات غير صحيحة بالمطلق.
مبيناً بأنه في حال كان هناك اكتشاف كامل واستثنائي تتم عملية شراء وفق للسعر الرائج ووفق القوانين وبموافقة صاحب العقار، منوها إلى إن منطقة برهليا كانت خارج سيطرة الدولة خلال الحرب على سورية و تعرضت هي والكثير من المواقع الاخرى للتخريب والتنقيب غير الشرعي إلا إن المجتمع المحلي لعب دورا هاما في حماية تراثه وكان السور الدفاعي الأول في مواجهة الاعمال التخريبية.
نشير إلى ان وزارة الثقافة متمثلة بالمديرية العامة للآثار نجحت خلال سنوات الحرب وبالتعاون مع جميع الجهات المعنية وكذلك المجتمع المحلي في إنقاذ الكثير من القطع الاثرية التي كانت معدة لتهريبها خارج سورية.
رولا أحمد _دمشق _أخبار الشام
Sham-news.info