ومثل هذه المؤلفات من المفترض أن تقوم المؤسسات التي نشرتها بإقامة ندوات حولها وقراءات لأن الغريب يترك أثراً أكبر فيما يخص الجرح العربي ولاسيما أنه بعيد وليس صاحب مصلحة, وخاصة إذا كان من دول ليست عربية. وأيضاً على سبيل الذكر هناك كتّاب من أمريكا ذاتها كتبوا في فضيحة بلادهم ونشرت في العربية ولم يتعرف إليهم أحد.. فعلينا أن لا نكتفي بما تقدمه المؤسسة من خدمة للمترجم, وهناك ما هو أكثر أهمية، فلم أسمع ولم أرَ ندوة تتحدث عن كتاب مترجم يخدم القضية الخطيرة التي نواجهها، كما أرى كل ما هو موجود يخص الغزل والحب والزواج وما يشبه ذلك، وبالأصل من المفترض أن لا تنشر مؤسسة كتاب يحمل خصوصية عاطفية بشكل لا ترتبط بالوطن والهوية والانتماء بصلة
والأخطر من ذلك أن أكثر المنشورات لا تقل اهتماماً إعلامياً المفيد منها وغير المفيد، وإن أحرج عدد من الإعلاميين بالوسائل المختلفة الخاصة والعامة يدخلون إلى المقدمة ويكتبون ما هو في محتوياتها لأنهم غالباً غير قادرين على إعادة صياغة المضمون، وخاصة إذا كان مترجماً أو يرتبط بمعرفة وثقافة أو ينتمي إلى التراث كما هو الحال في الشعر..
وأكثر ما لفت نظري في الآونة الأخيرة أنني وثقت كتابات لمن يترأسون مواقع في الأدب وهؤلاء يكتبون على صفحاتهم ( الفيسبوكية ) أحياناً أشعاراً من الماضي الأصيل أثارت شعورهم نظراً لقيمتها وقدرة مؤلفها ودون ثقافة ومعرفة وينسون حروفاً فتأتي مكسورة الوزن ما يشوهها ويقلل من قيمتها وقيمة من كتبها والجهة التي فوضته.. وهذه الظاهرة صارت مألوفة ومن السهل جداً تلافيها بالتفكير الصحيح والسلوك الإداري النظيف والمحترم والبعيد عن الشخصنة والشللية.. وهذا ينطبق على كل من ينتج كتباً أو يصدرها أو ينشرها.
وفي حال تم الاهتمام بما هو مفيد لكشف ما يرتبه الأعداء وتسليط الضوء عليه نكون قد حققنا أمراً إيجابياً مهماً وعلى سبيل المثال نشر اتحاد الكتاب العرب عام ألفين وثمانية كتاباً بحيثا لمؤلف فلسطيني يعيش في الأردن عنوانه (رموز تحت الرحى) يكشف كثيراً من الأدباء والشعراء الفلسطينيين الذين طبّعوا وخانوا وغدروا ولم يسمع أحد بالمؤلف ولا بكتابه .. فأين نحن وأنتم يا أصحاب الكرامة؟!