في مقابلة خاصة مع إذاعة ميلودي إف إم، ناقش الدكتور أسامة دنورة، الباحث والمحلل السياسي، الاستراتيجية الإسرائيلية المتبعة في مواجهة حزب الله في الجنوب اللبناني. أشار دنورة إلى أن الجيش الإسرائيلي حاول استخدام تكتيك “الصدمة والترويع” الذي يقوم على عرض هائل للقوة والعنف بهدف شل إرادة المقاومة، إلا أن القيادة الإسرائيلية تدرك الآن أن هذه المواجهة المباشرة ليست في صالحها. رغم الحشد العسكري الكبير، تواجه القوات الإسرائيلية صعوبات كبيرة في التقدم على الجبهة، مما يدفعها إلى الانسحاب في كثير من الأحيان.
من خلال العمليات الأخيرة مثل عملية بنيامينا، استعاد حزب الله زمام المبادرة العسكرية حسب دنورة، وأصبحت الضربات اليومية ضد العمق الإسرائيلي أكثر فعالية، سواء على المستوى العسكري أو باستهداف العمق المدني والاقتصادي. وأضاف دنورة أن حزب الله لا يزال يحتفظ بقدرات عسكرية هائلة تؤهله لضرب مناطق حيوية مثل غوش دان، المركز التجاري والصناعي لإسرائيل.
وبشأن إعادة الحسابات الإسرائيلية، أشار دنورة إلى أن التشاور المستمر بين إسرائيل والولايات المتحدة يعكس حالة الإرباك التي يعيشها الطرفان. أصبح قرار الاجتياح الشامل مكبوحا، والردع الإيراني الذي عاد بقوة بعد عمليات الاغتيال الإسرائيلية، يجعل من الصعب على إسرائيل اتخاذ قرارات عسكرية جريئة دون مواجهة عواقب غير متوقعة.
أكد دنورة أن الإيرانيين مستعدون للتدخل في حالة وقوع اجتياح شامل للبنان، وهو ما يجعل الإسرائيليين والأمريكيين يعيدون حساباتهم حول مدى إمكانية تدحرج التصعيد إلى حرب شاملة في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، يوضح دنورة أن تكتيك “الصدمة والترويع” الذي اعتمدته إسرائيل يُستثمر نفسيا وإعلاميا أكثر من كونه تكتيكا عسكريا، حيث يحاول الإعلام الإسرائيلي والغربي الترويج لفكرة الحتمية في انتصار العدو.
فيما يتعلق بالقدرات الإيرانية، ذكر دنورة أن إيران تمتلك منظومة صاروخية هائلة تجعل من الصعب على إسرائيل وأمريكا التصدي لها باستخدام أنظمة الدفاع مثل “ثاد” و”باتريوت”. ورغم تركيب هذه المنظومات، يظل حجم التهديد الإيراني للصواريخ الباليستية كبيرا، مما يعقد المشهد العسكري لأي تصعيد محتمل.
ختم دنورة حديثه بالإشارة إلى أن السيناريوهات المطروحة لمهاجمة إيران تم دراستها منذ سنوات طويلة، ولكن المخططين أدركوا أن هذه السيناريوهات لن تحقق النتائج المرجوة لأن البرنامج النووي الإيراني محمي بشكل يصعب الوصول إليه، وأن أي محاولة لاحتلال إيران ستكون مستحيلة.
بهذا الشكل، يبقى الوضع على جبهات المقاومة متماسكا رغم المحاولات الإسرائيلية لإضعافه، فيما تستمر المقاومة في تعزيز قدراتها العسكرية والتكتيكية استعدادا لأي تصعيد محتمل.