التسريبات الأخيرة حول أهداف إسرائيل في المنطقة كشفت عن أبعاد تتجاوز غزة والجنوب، إذ تشير إلى أن أهدافها تمتد بشكل أوسع نحو مشاريع مثل الحلف الإبراهيمي. وفي إطار تعزيز قدراتها الدفاعية، أكد الدكتور سليم حربا، اللواء المتقاعد والخبير العسكري، في حديث لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، أن نشر منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية “ثاد” يعزز من طمأنينة إسرائيل في مواجهة إيران، حيث يوفر حماية جزئية من أي رد صاروخي إيراني، رغم أن هذه المنظومة لا تضمن حماية كاملة في حال كان الرد الإيراني واسعاً ومكثفاً.
حربا أشار إلى أن إسرائيل دائماً ما تعمد إلى المغامرات العسكرية، خصوصاً في ظل فشلها المتكرر في غزة وجنوب لبنان، مما يدفعها إلى البحث عن إعادة هيبة جيشها بعد طوفان الأقصى. كما لفت إلى أن نجاح مشروع “الشرق الأوسط الجديد” الذي تسعى إليه إسرائيل يتطلب انتصاراً في المعارك البرية، وهو ما يراه حربا أمراً غير قابل للتحقق، خاصة في ظل الخسائر المتوقعة في أي مواجهة مستقبلية مع حزب الله.
على صعيد المعركة مع إيران، استبعد حربا حدوث حرب شاملة بين إسرائيل وإيران، مرجعاً ذلك إلى حسابات أمريكية تهدف إلى حماية إسرائيل من تداعيات تصعيد عسكري كبير. لكنه أكد أن الوضع في سورية يبقى محورياً، حيث أن سورية كانت ولا تزال البيئة الاستراتيجية للمقاومة في لبنان وفلسطين. وعلى الرغم من التحذيرات حول إمكانية فتح جبهة الجولان، شدد حربا على أن هذا الأمر يخضع لحسابات دقيقة تتعلق بتطورات المعركة على الأرض.
فيما يتعلق بالوضع الداخلي الإسرائيلي، شدد حربا على أن أي عدوان صهيوني ضد إيران سيواجه برد صاروخي قوي قد يكون كفيلاً بإحداث فضائح تكنولوجية لمنظومات الدفاع الإسرائيلية. وأكد أن الطائرات المسيرة الانقضاضية باتت تشكل تهديداً كبيراً على العمق الإسرائيلي، مع قدرتها على الوصول إلى أي هدف داخل الكيان، مما يجعل استهداف منظومات الدفاع الإسرائيلية من أولويات المقاومة.
وفيما يتعلق بتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد حربا أنه لا يعول على تصريحاته بحسن النية، نظراً لاستمرار تعاون تركيا مع إسرائيل. واعتبر أن تصريحات أردوغان قد تكون مرتبطة بالتقارب السوري التركي الذي يثير قلق التنظيمات الإرهابية في شمال سورية، حيث تسعى هذه التنظيمات إلى إثبات وجودها في محاولة لكسب دعم خارجي جديد بعد تخلي تركيا عنها.
من جهة أخرى، أشار حربا إلى أن استمرار الدعم الأمريكي لهذه التنظيمات الإرهابية، بالتوازي مع مشروع “قسد”، يعكس استراتيجية أمريكية تستهدف استنزاف الجيش العربي السوري في الشمال، ومنعه من إعادة توجيه جهوده نحو الجنوب والجولان. واعتبر أن هدف الولايات المتحدة، كما هو الحال بالنسبة لإسرائيل، يتمثل في الاستثمار في الفوضى والإرهاب لتحقيق مصالحهما الإقليمية.
في ختام حديثه، أشار حربا إلى أن القرار الحقيقي يتخذ في الميدان، معتبراً أن المقاومة هي التي تمتلك “الخبر اليقين” بشأن التطورات في الجنوب، وأن أي تحرك إسرائيلي سيواجه برد حاسم يحدد مصير المعركة.