في حوار مع شبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، أكد المحامي أنس الجودة، رئيس حركة البناء الوطني، أن زيارة وزيري الخارجية الألماني والفرنسي تأتي في سياق تعزيز الرسائل التي طرحتها الزيارة الأمريكية الأخيرة، مشيرا إلى احتمالية وجود شروط ضمنية في هذه الزيارات. وشدد الجودة على رفض أي تدخل خارجي يفرض شروطا على الشعب السوري لحل أزماته، مشيرا إلى أن الانتقال السياسي يجب أن يكون مطلبا سوريا داخليا وليس استجابة لرغبات الدول الغربية.
وأوضح الجودة أن الحديث عن الانتقال السياسي لا يرتبط بإرادة ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة فقط، بل ينبع من الحاجة الملحة للشعب السوري لتجاوز أزماته. وأكد رفض أي إملاءات أو شروط تفرض على السوريين، داعيا إلى وضوح المطالب الوطنية وعدم السماح بتحويل الضغوط الخارجية إلى أدوات تستخدم ضد المصلحة الوطنية.
وأشار الجودة إلى أن الدول الغربية تمتلك أوراق ضغط أساسية، أبرزها العقوبات الاقتصادية ووجود بعض القوى على قوائم الإرهاب. وأوضح أن تمديد العقوبات الأمريكية عبر قانون قيصر حتى عام 2029 يشكل تحديا كبيرا أمام أي تحرك سياسي أو اقتصادي في سوريا. كما أشار إلى أن العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة دفعت سوريا للاعتماد بشكل كبير على إيران، مما ساهم في تعقيد المشهد الإقليمي.
وحول العلاقات الإقليمية، اعتبر الجودة أن زيارة الوفد السوري إلى السعودية تحمل دلالات مهمة في سياق تعزيز العلاقات بين البلدين. وأشاد بالدور السعودي في تحقيق الاستقرار، مشيرا إلى أن الرياض قدمت رؤية شاملة للقضايا الأمنية والسياسية، خاصة ما يتعلق بمخاوفها من انتشار الإسلام السياسي والفوضى. كما دعا إلى شراكة استراتيجية بين سوريا والسعودية وتركيا لضمان استقرار المنطقة.
وفيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية، أكد الجودة أن الانتعاش الاقتصادي يتطلب ضبط الأمن واستقرار الأوضاع السياسية، موضحا أن الدعم الخارجي في الوقت الراهن يقتصر على المساعدات الإنسانية. واعتبر أن بناء الثقة بين السوريين وتوفير إطار قانوني وشرعي هما الأساسان لأي نهضة اقتصادية مستدامة.
وحول دور الأمم المتحدة، أشار الجودة إلى أهمية وجودها كطرف مراقب لتعزيز مصداقية العملية السياسية، رغم انتقاده لإدارتها لبعض الملفات مثل اللجنة الدستورية. وشدد على أن الحوار السوري الداخلي يجب أن يتم بعيدا عن التدخلات الخارجية، مع الاستفادة من الدعم الأممي لتحقيق توافقات وطنية.
وفيما يخص العلاقات مع روسيا، أكد الجودة أن الشراكة السورية الروسية تستند إلى مصالح استراتيجية طويلة الأمد، مشددا على ضرورة الحفاظ على التوازن في العلاقات الدولية وعدم زج سوريا في صراعات لا تخدم مصالحها، مثل الأزمة الأوكرانية.
ختاما، شدد الجودة على أهمية التركيز على بناء الدولة والحفاظ على حياة المواطنين، مؤكداً أن الأولوية القصوى هي تحقيق الاستقرار والسيادة الوطنية بعيدا عن أي اعتبارات سياسية أو أجندات خارجية.