في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، تناول المحلل السياسي مهند دليقان، وأكد أن القرار 2254 لم يعدل بعد ليتم تطبيقه في إطار مؤتمر الحوار الوطني، مشيراً إلى أهمية وجود الأمم المتحدة كجهة ميسرة، لكنه شدد على أن تشكيل آليات العمل لمؤتمر الحوار الوطني هو مسؤولية القوى السياسية والاجتماعية السورية.
وفيما يتعلق بالعلاقات الإقليمية والدولية والعربية مع سوريا، أكد دليقان ضرورة فتح صفحة جديدة تستند إلى استقلال القرار السوري. وأوضح أن الشعب السوري دفع ثمناً باهظاً نتيجة التنافس الدولي خلال السنوات الماضية، ما يستوجب إعادة بناء العلاقات الخارجية على أساس السيادة واستعادة الكرامة الوطنية. وانتقد تعامل المعارضة والنظام مع القوى الخارجية، مؤكداً أن السوريين يجب أن يرفضوا أي شكل من أشكال الذل، مستذكراً شعارات الحراك الشعبي عام 2011.
دليقان شدد على ضرورة بناء نمط جديد من العلاقات الإقليمية والدولية بما يراعي مصالح سوريا، ولفت إلى أن الأمريكيين والإسرائيليين يعملون على تقسيم سوريا وإشعال النزاعات الطائفية، مستدلاً بتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي حول الفيدرالية. كما أشار إلى دور القوى الكبرى في ترتيب الأحداث بالمنطقة، معتبراً أن ما يجري هو جزء من اتفاقات دولية تشمل مختلف القضايا، لكن الشعوب لا تزال تمتلك دوراً فاعلاً في مواجهة هذه الترتيبات.
وفي معرض حديثه عن الأوضاع في الشمال السوري، أكد دليقان أن الخيارات المطروحة تتراوح بين الحل العسكري والحوار السياسي. ورغم القلق من التصعيد العسكري، أبدى تفاؤله بإمكانية الوصول إلى تفاهمات بشأن القضية الكردية في إطار إقليمي شامل، مشدداً على ضرورة الاعتراف بالمظلومية الكردية كجزء من الحلول التي يسعى الشعب السوري لتحقيقها.
أما عن العقوبات الأمريكية وسياسة واشنطن تجاه سوريا، فقد رأى دليقان أن الولايات المتحدة تتبع نهج العصا والجزرة، مستخدمة العقوبات كوسيلة للضغط دون أن تقدم أي إشارات إيجابية للتعاطي مع الشعب السوري. وانتقد دليقان الليبراليين الجدد الذين كانوا جزءاً من النظام السابق، معتبراً أن سياساتهم الاقتصادية ساهمت في إفقار الشعب السوري وزيادة معاناته. وأشار إلى دور عبد الله الدردري في تنفيذ وصفات صندوق النقد الدولي التي أضرت بالاقتصاد الوطني وأدت إلى ارتفاع معدلات الفقر بشكل كبير.
وتناول دليقان أهمية الاستفادة من الموقع الجغرافي لسوريا واستغلال الإيجابيات المرتبطة به، مشيراً إلى أن إعادة الإعمار لا ترتبط برضى الأمريكيين، بل بقدرة السوريين على اختيار الشركاء المناسبين، مثل الصين، التي يمكنها إعادة إعمار سوريا بشكل سريع وفعال.
وفيما يتعلق بالتغيرات الجيوسياسية التي فرضها ترامب، أكد دليقان أن العالم بأسره يتأثر بها، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة، رغم تراجعها، لا تزال قوة عظمى تحاول فرض هيمنتها على الحلفاء الأوروبيين. كما أشار إلى تأثير تلك التغيرات على الوضع السوري، حيث يمكن أن تشهد الفترة المقبلة انسحاباً أمريكياً من سوريا في إطار توافقات تشمل تركيا وإدارة الشمال الشرقي.
وفي الختام، أكد دليقان أهمية دور روسيا في الترتيبات السياسية والعسكرية الأخيرة في سوريا، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد تفاهمات جديدة بين الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في الملف السوري، ما يفتح الباب أمام حلول سلمية تخدم مصلحة الشعب السوري.