أكد الكاتب والصحفي أحمد رفعت يوسف خلال حوار خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم أن “الموقف الأمريكي من الأكراد في سورية قد يشهد تحولات مع قدوم إدارة ترامب الجديدة”، مشيراً إلى أن “واشنطن لن تتخلى عن وجودها الاستراتيجي في قاعدة التنف، رغم تغيير شكل هذا الوجود”. وأوضح يوسف أن “ترامب، رغم إعلانه عن رغبته في تقليل الوجود العسكري الأمريكي، لن ينسحب كلياً من سورية بسبب الأهمية الجيوسياسية للمنطقة”.
كما لفت يوسف إلى أن “العلاقة الأمريكية مع الأكراد ليست مبنية على الولاء، بل على المصالح”، مضيفاً أن “ترامب يدرك أن وجود قواته في سورية يحقق أهدافاً استراتيجية، خاصة مع تراجع المزاج الشعبي المعادي لأمريكا في المنطقة”. وتساءل: “هل ستتغير سياسة واشنطن تجاه قسد مع تنظيم انتخابات محلية؟”، مؤكداً أن “الأكراد قد يفقدون مبرر وجودهم العسكري إذا تحققت تفاهمات مع الإدارة السورية”.
وعن العلاقات السورية-الروسية، اعتبر يوسف أن “زيارة بوغدانوف إلى دمشق ولقائه مع الرئيس الشرع تعكس تغيراً في طبيعة العلاقة بين البلدين”، مشيراً إلى أن “العلاقات لن تعود كما كانت في عهد النظام السابق، لكنها ستكون أكثر توازناً”. وأضاف: “روسيا لا تريد قطع علاقتها بسورية، خاصة مع وجود مصالح استراتيجية كبيرة، لكنها لن تسمح بفساد الإدارة كما حدث سابقاً”.
تعليقاً على العلاقات السورية – الروسية سابقاً، أشار يوسف إلى أن “فشل تنفيذها يعود إلى سوء الإدارة والفساد في عهد النظام السابق”، لافتاً إلى أن “الروس لم ينفذوا مشاريع في سورية لأن عوائدها كانت تذهب إلى جيوب الفاسدين”. وتساءل: “هل ستنجح الإدارة الجديدة في بناء علاقة أفضل مع موسكو؟”، مؤكداً أن “الأجواء الحالية تشير إلى إمكانية تحقيق ذلك، رغم أن العلاقة لن تكون استراتيجية كما في السابق”.
وحول الدور الروسي في إنعاش الاقتصاد السوري، أكد يوسف أن “موسكو لن تفرط بعلاقتها مع دمشق، خاصة مع حاجتها إلى سورية كحليف استراتيجي في المنطقة”، مشيراً إلى أن “روسيا تحاول رفع العقوبات عن سورية لدعم استقرارها، لكن ذلك يتطلب إصلاحات داخلية”. وأضاف: “سورية بحاجة إلى روسيا كقوة توازن في المنطقة، والعكس صحيح.. العلاقة بينهما ستستمر، لكن على أسس أكثر صلابة”.
وبخصوص زيارة الوفد الروسي إلى دمشق، اعتبر يوسف أن “روسيا تسعى لتعزيز علاقاتها مع جميع الأطراف في سورية، بما في ذلك الأكراد”، مؤكداً أن “هذا النهج يخدم مصالح دمشق وموسكو معاً”. وأشار إلى أن “تركيا، التي ذهبت أبعد من اللازم في طموحاتها الإقليمية، قد تواجه صداماً مع روسيا بسبب تضارب المصالح في سورية”.
ختاماً، أكد يوسف على أن “تركيا تدفع ثمن طموحاتها المبالغ فيها، وأن صدامها مع القوى الإقليمية والدولية سيؤدي إلى تراجع نفوذها”، مشيراً إلى أن “سورية لن تقبل أن تكون حديقة خلفية لأنقرة، وأن الإدارة الجديدة ستوازن بين المصالح الروسية والتركية لضمان استقرار البلاد”.