أكد المحلل السياسي والإعلامي مصطفى المقداد خلال حوار خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم أن “التدخل الإسرائيلي في سورية أصبح أكثر جرأة بعد موافقة إدارة ترامب على إطلاق يد نتنياهو في المنطقة”، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تدخل منطقة إلا وبقيت فيها، ولن تخرج إلا بالقوة. وأوضح المقداد أن تصريحات قسد الأخيرة، التي تدعو إلى وجود إسرائيلي في المناطق الكردية، تعكس خضوعاً للضغوط الأمريكية والإسرائيلية.
كما لفت المقداد إلى أن إسرائيل تستغل الأكراد منذ الستينيات كأداة لتحقيق أهدافها في المنطقة، مشيراً إلى أن قسد، رغم ادعائها تمثيل مكونات متنوعة، تبقى قيادتها كردية، ما يضعف شرعيتها في عيون العشائر العربية. وأضاف إلى أن النظام السابق هو من سلح الأكراد لمواجهة داعش، لكن قسد استغلت الدعم الأمريكي لتعزيز نفوذها، ما خلق تحديات جديدة للإدارة السورية الجديدة.
وحول التهديدات الأمنية حذّر المقداد من أن إسرائيل تعمل على بناء تحصينات في المناطق التي دخلتها، خاصة في الجنوب، ما يؤكد نيتها البقاء لفترة طويلة، مشيراً إلى أن الشارع السوري بدأ يفقد الثقة في القضية الفلسطينية بعد أن استغلها النظام السابق لتبرير القمع الداخلي”. وتساءل: “هل ستتمكن الإدارة الجديدة من استعادة الثقة وإيقاف التمدد الإسرائيلي؟”.
وتحليلاً للصراع الإقليمي، أشار المقداد إلى أن تركيا وإسرائيل، رغم توافقهما في المصالح، يتنافسان على النفوذ في سورية، مؤكداً أن أنقرة تدفع ثمن طموحاتها المبالغ فيها، خاصة مع رفض الإدارة السورية الجديدة أن تكون سورية حديقة خلفية لتركيا. وأضاف: “التقسيم الذي تسعى إليه بعض القوى لن يخدم إلا مصالح خارجية، بينما سيُفقد سورية دورها الاستراتيجي في المنطقة”.
وحول الدور الأمريكي، اعتبر المقداد أن “واشنطن لن تنسحب من سورية قريباً، خاصة مع وجود قاعدة التنف الاستراتيجية”، مشيراً إلى أن انسحاب القوات الأمريكية من الجزيرة السورية قد يعيد توحيد البلاد، لكن ذلك يتطلب مواجهة عسكرية مع قسد. وأكد أن الثوار في الجنوب، رغم اختلافاتهم، اتفقوا على رفض الوجود الأمريكي، ما يعكس تمسكهم بوحدة سورية.
*وختاماً، شدد المقداد على أن التحديات المقبلة تتطلب توحيد الجهود بين جميع الفصائل السورية، داعياً إلى إنهاء التجاوزات الفردية والجماعية التي تعيق بناء دولة قوية. وأكد أن وحدة سورية هي الهدف الأساسي، وأن أي تقاعس في مواجهة التحديات سيُبقي البلاد ساحة للصراعات الخارجية.