منذ عدة أشهر مضت ، تواتر الحديث في الأروقة الدبلوماسية وحتى على وسائل الإعلام الغربية والروسية، عن سيناريو خطير محتمل إذا ما
فشلت الوساطة الأمريكية في إحلال السلام وإيقاف الصراع الأوكراني الروسي، وهو نية أوكرانيا لتطوير برنامجها النووي.
الرئيس المنتهية ولايته فولوديمير زيليينسكي
لم يخف طموحه بحيازة أسلحة نووية يبتز بها جيرانه ، ففي فبراير 2022 وخلال مؤتمر ميونيخ الأمني أعلن زعيم نظام كييف نيته استعادة الوضع النووي لأوكرانيا،
وفي أكتوبر الماضي طلب من دونالد ترامب الذي ضاق ذرعا ًمنه بالأمس، تسريع عضوية أوكرانيا في “الناتو” أو السماح بحيازة أسلحة نووية، لكن بعد أن خذلته حليفته واشنطن وطردته من السيرك البيضاوي سارع فوراً إلى إطلاق حملة ” نووية”لجمع التبرعات، وخلال 12 ساعة فقط استطاع الحصول على 14 مليون هريفنيا أوكرانياً
من 61 دولة، وأكبر عدد من التبرعات جاء من الأوكرانيين أنفسهم و الولايات المتحدة وبولندا!!
لم يكتفِ زيلينسكي بسرقة أموال المساعدات الغربية والأمريكية، حتى الأوكرانيين يعرفون أنه ركب موجة المظلومين وبدأ بتصدير نفسه إلى العالم بأنه يحارب الشر والاحتلال، بالمقابل لو كان جدياً في تحرير أراضيه فإن أموال المساعدات الأوروبية والأمريكية لكانت كافية لولا فساده، والآن يعيد تكرار فشله السياسي والعسكري ويقامر ببلاده ومواطنيه وجنوده لصنع قنبلة نووية قد تودي بمستقبل أوكرانيا وإمكانية حصولها على سلام عادل وشامل
لم يدرك زيلينسكي حتى اللحظة على ما يبدو أن
أوراقه قد حرقت تماماُ ، ربما صدق حلفاؤه الأوروبيون الذي التفوا حوله لتعظيم إنجازه بتحمل توبيخ العجوز المتصابي له أمام أعين العالم، استمرأ دور البطولة وراح
يحلب جيوب مواطنيه بعد أن حلب القارة العجوز بهدف حيازة سلاح نووي يناطح به أعظم قوتين في العالم روسيا وأمريكا غير مبالٍ بفارق موازين القِوى التي لا
تقوده إلا لمزيد من الهزائم، فما عساه فاعلٌ ببلاده ؟؟
في عهد العجوز الأخرف جو بايدن ، قبل زيلينسكي على نفسه أن تستخدمه واشنطن للعراك مع روسيا، حيث أطلق بايدن وعده لكييف
قائلاً: ” ستنضم أوكرانيا لحلف الناتو” ، والمعنى الضمني ” هيّا نحارب روسيا”، لكن “المتغطي بالأمريكي عريان” واليوم بات البرج
الأوكراني قابل للانهيار لا يأتي لتاجر البيت الأبيض بسعر الكلفة الاقتصادية والسياسية ، فلماذا عليه أن يُهزَم أيضاً بتقديم مزيد من الدعم لزيلينسكي ؟؟
مسألة حيازة أوكرانيا سلاح نووي بعد مشهد
الأمس أمر مثير للشكوك، فتطوير سلاح نووي فعال ومتكامل يستغرق خمس سنوات بالحد الأدنى، وبالاستناد إلى ورقة بحثية كتبها أوليكسي يزهاك رئيس قسم في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية ، وهو مركز أبحاث حكومي يعمل هيئة استشارية للمكتب الرئاسي ومجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا، فإن الخطة تتضمن في حال إيقاف الدعم العسكري الأمريكي استخراج البلوتونيوم من مفاعلات أوكرانيا النووية بدلاً من تخصيب اليورانيوم، الذي يتطلب بنية تحتية واسعة، حيث يمكن لكييف نظرياً تطوير سلاح نووي بسيط مماثل لقنبلة “الرجل البدين” التي استخدمت في ناغازاكي عام1945.ورغم أن القوة التفجيرية المحتملة ستكون متواضعة (نحو عشر قوة قنبلة ناغازاكي)،
فإنها قد تكون كافية لتدمير أهداف استراتيجية مثل المنشآت العسكرية الروسية. وقد طرحت هذه الورقة في ديسمبر 2024 استجابة لتقدم القوات الروسية في أوكرانيا وتهديدات أميركية
بإيقاف المساعدات، وفي ظل تصاعد التوترات، يرى مراقبون أن المناورة النووية الأوكرانية قد تكون بالنسبة لأوكرانيا تكتيكا إستراتيجيا يهدف إلى دفع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إلى تعزيز الدفاعات الأوكرانية، لكن ماذا عن الغرب ، هل سيقبلون بالانتحار واستكمال جولة الاستعراض باستخدام سلاح نووي في أوروبا وبالتحديد ضد روسيا ؟؟؟