استبقت إسرائيل التسريبات حول اقتراب التوقيع على اتفاقية عسكرية بين تركيا والإدارة السورية الجديدة برئاسة الشرع وصعّدت هجماتها البرية والجوية على الأراضي السورية لمنع إتمام الاتفاقية المرتقبة، حيث استهدفت بسلسة غارات عنيفة مطار حماة العسكري ومركز البحوث والعديد من المواقع، بالتوازي مع التوغل البري بعربات وآليات عسكرية في منطقة حرش سد الجبلية بالقرب من مدينة نوى في ريف درعا. ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي الواسع ضد سوريا بذريعة مواجهة النفوذ التركي والعناصر الإسلامية الموالية لتركيا في الحيش السوري كـ العمشات والحمزات وقوات الزنكي التي تقوم تركيا بتدريبها ودعمها، وذلك في رسالةٍ مفادها أن إسرائيل المتحالفة مع قوات سورية الديموقراطية العدو اللدود لتركيا لن تسمح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتوسيع نفوذ بلاده السياسي والعسكري في سورية أكثر مما هو عليه الآن، لأن ذلك كما تقول الصحافة الإسرائيلية يهدد أمن إسرائيل التي تنسّق خطواتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، ويبدو أن الغارات الإسرائيلة الجديدة -وهي الأعنف من نوعها حتى الآن-، والتي جاءت بعد 24 ساعة من عمليات القصف التي نفذتها إسرائيل ضدّ مطار الـT4 وميناء البيضا في اللاذقية وأدت إلى مقتل عشرات العناصر الأجنبية الذين شاركوا في أحداث الساحل المروّعة ستلحق ضرراً كبيراً بالعلاقات المتوترة أصلاً بين تل أبيب وأنقرة، يشار إلى أنَّ إسرائيل التي خرقت اتفاق فضّ الاشتباك عام 1974 بين سوريا وإسرائيل في الجولان تتسابق مع تركيا التي خرقت بدورها اتفاق أضنا لعام 1998 ليبدو أنَّ الإدارة السورية الجديدة في موقع لاتحسد عليه وهي تتعرّض لكل هذه الضغوط وهذه الاستهدافات،حيث تتدخل إسرائيل لمنع أي علاقة قوية بين تركيا والحكومة السورية التي تعتبر تركيا الداعم الرئيسي لها منذ بداية الثورة السورية عام 2011 وحتى يومنا هذا.