في حوار خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على هواء إذاعة فيرجن إف إم، قدم الخبير السياسي عماد نداف قراءة شاملة لتحديات إعادة الإعمار في سورية، معتبراً أن الملف أصبح محوراً للتنافس الإقليمي والدولي.
استهل نداف تحليله بالإشارة إلى أن عملية إعادة الإعمار تختلف جذرياً عما كان مخططاً له في عهد النظام السابق. فأوضح أن النهج الجديد يعتمد على جذب الاستثمارات الخارجية بدلاً من الاعتماد على المساعدات، مع الحفاظ على الحد الأدنى من السيادة الوطنية. وأضاف: “سورية لم تعد تفرض شروطاً سياسية على المستثمرين كما كان الحال سابقاً، لكنها في نفس الوقت تحاول تجنب الوقوع في فخ التبعية الاقتصادية”.
كما تناول نداف التحديات المالية التي تواجه عملية إعادة الإعمار، مشيراً إلى أن حجم الدمار يتجاوز قدرات أي دولة بمفردها. وحذر من مخاطر اللجوء إلى البنك الدولي، قائلاً: “القروض الدولية تأتي بشروط قد تهدد الاستقلال الاقتصادي”. وأكد أن الحل الأمثل يكمن في جذب استثمارات عربية وخاصة من دول الخليج، مع العمل على رفع العقوبات الغربية تدريجياً.
ناقش نداف أيضاً التنافس بين القوى الدولية على عقود إعادة الإعمار، حيث أشار إلى أن روسيا فقدت احتكارها للملف مقارنة بما كان مخططاً له في عهد النظام السابق. وأوضح أن الشركات التركية والخليجية بدأت تحصل على حصة كبيرة من المشاريع، خاصة في قطاعات البنية التحتية والطاقة.
في الجانب الاجتماعي، تحدث نداف عن تأثيرات عملية إعادة الإعمار على النسيج المجتمعي السوري، محذراً من مخاطر التهميش الاقتصادي لبعض المناطق والفئات. وأكد أن العدالة في توزيع مشاريع الإعمار تشكل عاملاً حاسماً في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
ختم نداف تحليله بالتأكيد على أن نجاح عملية إعادة الإعمار مرهون بقدرة الحكومة السورية على تحقيق توازن دقيق بين جذب الاستثمارات الخارجية والحفاظ على الحد الأدنى من السيادة الوطنية، مع العمل على إشراك القطاع الخاص المحلي في عملية البناء.