تلعب المراكز الصحية دوراً محورياً في تقديم الخدمات الطبية الأساسية للمواطنين، خصوصاً في المناطق الريفية النائية، حيث تندر المشافي ويصعب الوصول إلى مراكز المدن، وفي ظل التحديات التي خلفها النظام السابق، باتت الحاجة ملحة لإعادة تأهيل هذه المرافق الحيوية لتلبية احتياجات السكان الصحية.
واقع المراكز الصحية في سوريا
بحسب البيانات الرسمية، يوجد في سوريا 1765 مركزًا صحيًا موزعًا على مختلف المحافظات.
إلا أن ظروف الحرب أدت إلى تعرّض 408 مراكز صحية لدمار جزئي أو كلي، ما شكل تحديًا كبيرًا أمام تأمين الخدمات الصحية الأساسية للمواطنين، لا سيما في المناطق الريفية البعيدة.
جهود إعادة التأهيل وإعادة الإعمار
تتوزع جهود الترميم وإعادة بناء المراكز الصحية على عدة جهات، منها، الحكومة السورية التي تتولى جزءًا من عملية إعادة الترميم وفق خطط وزارة الصحة، إضافة إلى المجتمع المحلي الذي يشارك في ترميم بعض المراكز عبر المبادرات الأهلية، ومعها المنظمات الداعمة، التي تسهم في تمويل وتجهيز عدد من المراكز.
وتشمل أعمال الترميم نوعين، ترميم جزئي، كأعمال الدهان، الصرف الصحي، وتوفير التجهيزات اللوجستية، وترميم كامل، يتم من خلاله إعادة بناء المراكز المهدمة بالكامل.
حلول بديلة لتحديات الطاقة
نظراً لانقطاع التيار الكهربائي عن أغلب هذه المراكز، تم إدخال أنظمة الطاقة الشمسية كبديل مستدام لتوفير الكهرباء، وذلك ضمن خطة الترميم لضمان استمرار تقديم الخدمات دون انقطاع.
خريطة صحية
تعتمد وزارة الصحة في خطتها على تقييم الخريطة الصحية، لتضمن، توزيع المراكز بناءً على الكثافة السكانية، والتركيز على المناطق غير المخدمة سابقًا، وإعطاء الأولوية للريف والمناطق التي تعاني بعدًا جغرافيًا عن المدن.
أهمية المراكز الصحية في الأرياف
وجود مراكز صحية فعالة في الأرياف يحقق عدة فوائد، تخفيف الأعباء المادية عن المواطنين من حيث تكلفة التنقل إلى المدن، تقليل الوقت والجهد للوصول إلى الخدمات الطبية.
وتسعى الحكومة عبر المراكز الصحية، إلى تقديم رعاية طبية أولية فورية، ما يحد من تطور الحالات المرضية، دعم الاستقرار الاجتماعي من خلال تحسين نوعية الحياة.
شريان حيوي
تُعد المراكز الصحية في الأرياف شريانًا حيويًا لتأمين الخدمات الصحية الأساسية، ومن خلال إعادة إعمارها وتوفير الإمكانيات التشغيلية اللازمة، يمكن تحقيق نقلة نوعية في القطاع الصحي وتخفيف الأعباء عن شريحة واسعة من المواطنين السوريين في المناطق النائية.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info