بعد توقف وسائل الإعلام الرسمية في سوريا منذ كانون الأول الماضي، جاءت إعادة إطلاق قناة الإخبارية السورية لتسد فراغاً كبيراً في الساحة الإعلامية، وتستجيب لحاجة الجمهور السوري إلى مصدر رسمي يقدّم أخباراً موثوقة تعكس واقع البلاد وتطلعاتها.
هوية معاصرة
أطلقت قناة الإخبارية السورية بثها الرسمي بهوية بصرية جديدة عبر قمر “النايلسات” على الترددين 12303 H و11938 V، إضافة إلى قمر “سهيل سات” بتردد 11310، مع توفير المحتوى عبر تقنية IPTV ومنصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذه الخطوة تعكس تحولًا تقنياً وتحريرياً تسعى القناة من خلاله إلى الوصول لأوسع شريحة من السوريين في الداخل والخارج.
لحظات عاطفية
وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، وصف اللحظة بأنها “عاطفية وكبيرة”، مشيراً إلى الجهود التي بذلها الفريق الإعلامي طوال الأشهر الماضية لتجاوز التحديات المتعددة.
وأكد أن هذه الانطلاقة تشكل خطوة أولى في مشروع أوسع لإعادة بناء الإعلام الوطني على أسس جديدة لا تكتفي بتجاوز نموذج النظام السابق، بل تهدف إلى استعادة الثقة بين المواطن والمؤسسة الإعلامية.
خطط مستقبلية
الوزير أشار إلى أن الإخبارية ستكون الأولى ضمن مجموعة من وسائل الإعلام الجديدة، تشمل صحفاً وإذاعات ستنطلق تدريجياً.
كما شدد على أهمية الإعلام في تعزيز السلم الأهلي وبناء جسور التواصل بين الدولة والمجتمع، مؤكداً أن حرية العمل الصحفي مكفولة، داعياً إلى إعلام وطني، رسمي ومستقل، يناهض خطاب الكراهية ويعزز ثقافة المواطنة.
جهود كبيرة
مدير قناة الإخبارية السورية، جميل سرور، عبّر عن فخره بانطلاق القناة، موجهاً الشكر لكل من ساهم في إعادة بنائها. وأوضح أن العمل استغرق ثلاثة أشهر فقط، رغم أن تجهيز قناة بهذا الحجم يتطلب عادة عاماً كاملًا.
وأشار إلى أن الواقع الإعلامي الذي واجهوه في العاشر من كانون الأول كان صادماً، مما استدعى إعادة هيكلة شاملة لتتناسب القناة مع طموحات سوريا الجديدة.
تطلعات إعلامية جديدة
المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، علاء برسيلو، عبّر عن اعتزازه بانطلاق القناة، مؤكدًا أن الهدف هو أن تكون وسيطاً حقيقياً بين الدولة والمجتمع، كما أشار إلى أن المؤسسات الإعلامية الموروثة من النظام السابق كانت متهالكة، وقد تم العمل على إيقاف الفساد، وبناء نظام إداري يعتمد على الكفاءة، إلى جانب تنفيذ برامج تدريبية للكادر الإعلامي بهدف الارتقاء بالأداء وفق المعايير المهنية الحديثة.
خطوة مفصلية
تشكل عودة قناة الإخبارية السورية خطوة مفصلية في مسار الإعلام الوطني، ليس فقط كمنبر رسمي يقدم الأخبار، بل كأداة لإعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع، الانطلاقة الجديدة تحمل وعوداً بتجاوز الماضي بكل عثراته، والانفتاح على مستقبل إعلامي يليق بسوريا الجديدة، إعلام يحترم عقل المواطن ويعكس تطلعاته، ويؤسس لمرحلة أكثر شفافية وفعالية في نقل الحقيقة.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info