تشهد محافظة اللاذقية في سوريا حرائق واسعة النطاق تشكّل تهديداً كبيراً للغطاء النباتي، خاصة في منطقة جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي. هذه الحرائق التي اندلعت قبل أيام لا تزال مشتعلة رغم الجهود الحثيثة المبذولة لإخمادها، ما يعكس التحديات البيئية واللوجستية في التعامل مع مثل هذه الكوارث الطبيعية.
جهود جماعية
تمكنت غرفة العمليات المشتركة، التي تضم وزارات الطوارئ والكوارث، الزراعة، الدفاع، والداخلية، من السيطرة على حوالي 70% من الحريق الذي اشتعل في منطقة الربيعة بجبل التركمان، وتشكلت هذه الغرفة بهدف تنسيق العمل الميداني وتكثيف الجهود، وتمكنت بالفعل من تحقيق تقدم ملموس بعد أربعة أيام من العمل المتواصل.
فرق الإطفاء، مدعومة بوحدات من الجيش وقوى الأمن، تعمل بلا توقف في بيئة معقدة تتسم بصعوبة التضاريس ونقص في البنية التحتية المخصصة لمكافحة الحرائق مثل خطوط النار ومصادر المياه القريبة.
تحديات
الطبيعة الجغرافية الوعرة في منطقة جبل التركمان تعيق حركة فرق الإطفاء وتجعل عمليات السيطرة على النيران أكثر تعقيداً، كما أن سرعة الرياح تلعب دوراً كبيراً في زيادة سرعة انتشار الحريق، ما يجعل التنبؤ بمسار النيران أكثر صعوبة.
أشارت وزارة الطوارئ والكوارث إلى أن الرياح خلال الساعات القادمة ستكون عاملاً حاسماً في إتمام عمليات الإخماد، وقد تحدد بشكل كبير مدى نجاح الجهود المبذولة في احتواء الحريق.
تأثر البيئة
الحرائق الحالية في ريف اللاذقية تمثل ضربة قاسية للغطاء النباتي في المنطقة، الذي يشكل رئة طبيعية مهمة لشمال غرب سوريا، وامتداد النيران في الأحراج والغابات يؤدي إلى خسائر بيئية جسيمة، سواء في التنوع البيولوجي أو في الموارد الطبيعية المتجددة، ما يتطلب خططًا فورية لإعادة التأهيل بعد انتهاء الأزمة.
دعم عسكري
استجابة لحجم الكارثة، أصدر وزير الدفاع السوري توجيهًا بتحريك وحدات ومروحيات من الجيش للمشاركة في جهود الإطفاء، هذه الخطوة تعكس إدراك السلطات لأهمية التنسيق بين الجهات المختلفة لمواجهة أزمة تتجاوز قدرات فرق الإطفاء التقليدية.
المطلوب؟
حرائق جبل التركمان تضع محافظة اللاذقية أمام اختبار حقيقي في مجال إدارة الكوارث البيئية، رغم النجاحات الجزئية في السيطرة على مساحات من النيران، لا تزال المنطقة بحاجة إلى مزيد من الدعم الفني واللوجستي لتطويق الخطر بالكامل، فالحفاظ على الغابات السورية يتطلب استراتيجية وقائية وتدخلات مدروسة لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info