تعيش محافظة اللاذقية منذ مساء الخميس أجواء استثنائية، مع اندلاع عدة حرائق واسعة في مناطق جبلية وعرة، مما استدعى استنفاراً كاملًا لفرق الإطفاء والدفاع المدني، بدعم من الأهالي وقوات وزارتي الداخلية والدفاع. وعلى الرغم من شدة الرياح وارتفاع درجات الحرارة، تواصل الفرق جهودها للسيطرة على النيران ومنع انتشارها.
حرائق في عدة محاور جبلية
تشهد غابات بروما وأحراج كفرتة في جبل الأكراد أعمالًا مكثفة لمنع تمدد النيران ومحاصرة بؤر الحريق، رغم الصعوبات الميدانية الناتجة عن التضاريس المعقدة.
أما في غابات كسب (النبعين – الشجرة)، فتسجل أكبر مساحة من انتشار النيران، حيث تركز الفرق على عزل البؤر النشطة.
وفي غابات دير ماما قرب الحفة، تكررت السيطرة على الحريق أكثر من مرة، لكن الرياح القوية أعادت إشعاله.
دعم واسع النطاق
وصلت أكثر من 50 فرقة إطفاء مجهزة من محافظات حمص، حلب، إدلب، دمشق، ريف دمشق، ودرعا، إلى محاور العمل في اللاذقية وحماة. وتعمل هذه الفرق على فتح طرقات وخطوط نار لتسهيل الوصول إلى مناطق الاشتعال ووقف تقدم النيران.
كما اندلع حريق جديد في بلدة باب جنة بريف الحفة، حيث سارع الأهالي بالتعاون مع فرق الدفاع المدني للسيطرة عليه.
دور الأهالي
أكد محافظ اللاذقية، محمد عثمان، أن مشاركة الأهالي في جبلة وقرى بيت ياشوط وزاما ورأس العين وغيرها، كان لها دور حاسم في الحد من كارثة بيئية وإنسانية. وأشاد بروح التضامن والعمل الجماعي التي جمعت المواطنين ورجال الإطفاء في مواجهة الخطر.
تحسن الوضع في بعض المناطق
شهدت كسب صباح الجمعة تحسنًا ملحوظًا، بعد السيطرة على البؤر الكبيرة وإعادة فتح المعبر، فيما تتواصل المتابعة في صلنفة وبقية المواقع المتضررة.
حرائق ريف اللاذقية تمثل اختباراً صعباً لقدرة الفرق الميدانية والأهالي على مواجهة الظروف القاسية، لكن التعاون والتضامن الشعبي إلى جانب الجهود الرسمية، يعكسان صورة مشرقة لوحدة المجتمع في مواجهة الكوارث. ومع استمرار العمل، تبقى الآمال معلقة على السيطرة الكاملة على النيران وحماية البيئة والإنسان.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info