في حديث خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على أثير إذاعة فيرجن إف إم، تحدث الخبير السياسي حسام طالب عن التحوّلات الجذرية في المسار السوري بعد أربعة عشر عاماً من الأزمة، مشيراً إلى أن هذه الفترة شكّلت وعياً جمعياً بأهمية الانتقال من منطق الصراع إلى منطق الدولة.
أوضح طالب أن الرئيس أحمد الشرع يقود رؤية استراتيجية تقوم على تحويل المرحلة الحالية إلى مرحلة بناء مؤسسي، معتبراً أن اختيار الحل السياسي مع قوات سورية الديمقراطية رغم توفر الخيار العسكري يعكس نضجاً في التعامل مع الملفات الشائكة. وضرب مثلاً بالدعم التركي المحتمل لأي مواجهة عسكرية، مؤكداً أن تجاوز هذا الخيار يمثّل أولوية المصلحة الوطنية على المغانم الآنية.
في سياق التطورات الإقليمية، تناول طالب تراجع الاعتداءات الإسرائيلية بعد قمة الرياض، معتبراً أن الانفتاح الأمريكي على سورية ساهم في تغيير المعادلات الأمنية. لكنه حذر من استمرار الأطماع الإسرائيلية، مستشهداً بموقف تل أبيب من سيناء رغم اتفاقيات كامب ديفيد، ومؤكداً أن سورية تعاملت بذكاء من خلال تجنّب أي خطابات أو تصريحات قد تُستغل كذريعة للعدوان.
أشار طالب إلى البعد الاستراتيجي في السياسة الخارجية السورية الجديدة، حيث تمّ التخلي عن الخطابات التحريضية لصالح دبلوماسية هادئة تقوم على المصالح المتبادلة. وعلّق على تجربة حماس في غزة كمثال صارخ على مخاطر اختزال السياسة في الشعارات دون استراتيجيات عملية مدروسة.
في محور العلاقات الدولية، نوّه طالب إلى التوازن الدقيق في سياسة سورية تجاه القوى الكبرى، مع الحفاظ على التحالفات القائمة دون الوقوع في فخ التبعية. وأبرز كيف أسهمت الزيارات المكوكية للوزير أسعد الشيباني في كسر الحصار الدولي، حيث تمّ رفع العقوبات بعد مفاوضات دقيقة وضعت المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات.
اختتم طالب حديثه بالتأكيد على أن المرحلة الراهنة تتطلب تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ مؤسسات الدولة، مع الحفاظ على النهج السياسي الواقعي الذي أثبت جدارته في تحقيق مكاسب ملموسة للشعب السوري، بدءاً بإنهاء العزلة الدولية ووصولاً إلى استعادة الدور الإقليمي.