في حديث خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم، حلل الخبير العسكري الدكتور محمود عبد السلام التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل في ضوء التحليلات التي نشرها الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في صحيفة واشنطن بوست. وأوضح عبد السلام أن فريدمان طرح سيناريوهين لا ثالث لهما: إما إسقاط النظام الإيراني بالكامل، أو اندلاع حرب إقليمية شاملة تجر الولايات المتحدة إليها.
أكد عبد السلام أن إيران تدرك جيداً أن هذه المواجهة تمثل معركة وجودية لها، خاصة فيما يتعلق بمصير ثورتها وإنجازاتها منذ عام 1979. وأشار إلى أن طهران لن تسمح بتحقيق السيناريو الأول الذي يعني “إذلالها وإنهاء مشروعها النووي”، بينما السيناريو الثاني المتمثل في الحرب الشاملة يبقى مرهوناً بقرار العقلاء في العالم لمنع انفجار الوضع.
في سياق التحليل الإقليمي، توقف عبد السلام عند المواقف الدولية من الأزمة، مشيراً إلى أن باكستان أعلنت عن نيتها تشكيل تحالف إسلامي للدفاع عن الدول الإسلامية دون تمييز مذهبي. وفسر هذا الموقف بالخبرة الباكستانية مع التهديدات الإسرائيلية السابقة لبرنامجها النووي، حيث استطاعت إفشال مخططات تل أبيب بفضل شبكتها الاستخباراتية القوية.
أما الموقف الصيني، فقد أوضح عبد السلام أنه ينطلق من مصلحة بكين في حماية مشروع الحزام والطريق الذي تعتبر إيران بوابة أساسية له. في حين وصف الموقف الروسي بالضبابي وغير المرضي، حيث تتعرض موسكو لضغوط دولية لمقايضة مصالحها في أوكرانيا بموقفها من إيران.
حول الموقف التركي، كشف عبد السلام عن تقارير إسرائيلية تحذر من أن تركيا أصبحت “العدو الصاعد” الذي يجب الاستعداد لمواجهته، خاصة على حدود الجولان. وأشار إلى أن إسرائيل تعتبر الوجود التركي في سوريا تهديداً لأمنها القومي، مما دفعها إلى المطالبة بزيادة الميزانية العسكرية بشكل كبير.
في المحور السوري، نفى عبد السلام أن تملك سورية أي قدرة على التأثير في مجريات الأحداث، خاصة بعد تدمير قدراتها العسكرية عبر مئات الغارات الإسرائيلية. وأكد أن الأراضي السورية أصبحت ساحة مفتوحة للقوات الأمريكية والإسرائيلية دون أي قدرة على الرد، معتبراً أن تحذيرات بعض الدول لسوريا بعدم التدخل تتناقض مع واقع أنها “أرض مستباحة” لقوى خارجية.
اختتم عبد السلام حديثه بالتركيز على شخصية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفاً إياه بـ”عبء على العالم” و”سبب الشر” في المنطقة. وأشار إلى أن سياساته المتشددة تهدد بإشعال حروب متعددة الجبهات، معرباً عن اعتقاده أن غياب نتنياهو عن المشهد السياسي قد يمهد لحلول وسطية تقبلها الأطراف كافة. وأكد أن المواجهة الحالية تضع العالم أمام مفترق طرق خطير، حيث يمكن أن تؤدي أي خطوة خاطئة إلى كوارث إقليمية ودولية لا تحمد عقباها.