تحرر أسطوانة الغاز في سوريا: وداعاً للدور “الذكي”!
في خطوة طال انتظارها، أعلنت الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية “محروقات” عن إلغاء بيع الغاز المنزلي عبر نظام البطاقة الذكية والدور الإلكتروني، اعتباراً من يوم الأحد 6 تموز الجاري. هذا القرار يأتي بعد سنوات من الاعتماد على آليات توزيع معقدة سببت الكثير من المعاناة للمواطنين، خاصة في فترات الشح والازدحام. القرار الجديد يبشر بمرحلة أكثر مرونة في الحصول على أسطوانة الغاز، ويعكس تحسناً ملموساً في التوريدات والإنتاج.
أسباب القرار
أوضح المدير العام لشركة محروقات، طارق عصفور، أن القرار جاء نتيجة لاستقرار التوريدات وتحسن الإنتاج في معامل الغاز، مما أتاح إمكانية توزيع الغاز بشكل مباشر دون الحاجة للبطاقة الذكية.
وفيما يخص التسعيرة، أضاف أن سعر الأسطوانة حُدّد بـ 11.8 دولاراً، بما يضمن توحيد الأسعار وتبسيط عملية الشراء في السوق المحلية.
الرقابة والانعكاس
لتفادي التلاعب والاحتكار بعد إلغاء نظام الدور، تم تسيير دوريات رقابية في الأسواق لضمان التزام الموزعين بالسعر المحدد. كما شدد المسؤولون في وزارة النفط والثروة المعدنية على أهمية تعاون المواطنين في الإبلاغ عن أي تجاوزات لضمان استمرار الانضباط في التوزيع.
يعني هذا القرار انتهاء طوابير الانتظار الطويلة وتعقيدات التسجيل المسبق عبر تطبيق “وين”، الذي كان مثار شكوى واسعة بسبب الأعطال وتأخر الرسائل. أصبح بإمكان المواطن الآن شراء أسطوانة الغاز بسهولة من المراكز دون الحاجة للبطاقة الذكية، مما يخفف الضغط النفسي ويوفر الوقت والجهد.
كما أن السعر المحدد يضع حداً للمضاربة التي كانت تحدث في السوق السوداء، ويمنح المستهلك الثقة في عدالة التوزيع. وتُعد هذه الخطوة مؤشراً على توجه الدولة نحو إعادة تنظيم دعم المواد الأساسية بشكل أكثر كفاءة ومرونة.
مستقبل تطبيق “وين”
رغم توقفه عن استخدامه في توزيع الغاز، لن يتم إلغاء تطبيق “وين” نهائياً. بحسب التصريحات الرسمية، سيُعاد توجيه التطبيق نحو تلقي الشكاوى الإلكترونية، إلى جانب تقديم خدمات حكومية رقمية أخرى في المستقبل، مما يشير إلى تطوير مستمر في الخدمات الإلكترونية للمواطن.
نموذج ناجح؟
إلغاء نظام البطاقة الذكية في توزيع الغاز المنزلي خطوة إيجابية في طريق التسهيل على المواطن السوري. بعد سنوات من التعقيد والتأخير، يأتي هذا القرار ليعكس تحسناً فعلياً في البنية التحتية للإنتاج والتوزيع، ويفتح الباب أمام تنظيم أكثر عدلاً وسلاسة للخدمات الأساسية. مع استمرار الرقابة الفاعلة وتعاون المواطن، يمكن لهذا التحول أن يكون نموذجاً ناجحاً لتطوير باقي الخدمات.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info