تُعتبر المدينة القديمة في اللاذقية أحد أبرز الشواهد التاريخية والمعمارية التي تعكس هوية المنطقة وحضارتها عبر العصور. ومع تزايد التحديات العمرانية والإنشائية التي تواجهها، تسعى الجهات المعنية إلى تكثيف جهودها لحماية هذا الإرث الحضاري وصون معالمه من الاندثار. وفي هذا الإطار، أجرى محافظ اللاذقية محمد عثمان جولة ميدانية برفقة لجنة حماية المدينة القديمة، للاطلاع على واقع الأحياء التراثية ووضع خطوات عملية للحفاظ عليها وتعزيز دورها السياحي والثقافي.
الحفاظ على الهوية التاريخية والمعمارية
أكد محافظ اللاذقية خلال جولته أن الهدف الأساسي يتمثل في صون الطابع التراثي للأحياء القديمة وحماية هويتها المعمارية الفريدة. ويأتي ذلك عبر وضع آليات تنفيذية صارمة تمنع أي تجاوزات عمرانية تهدد النسيج التاريخي، إضافةً إلى التشديد على تطبيق ضابطة البناء التي تشترط الحصول على موافقة لجنة الحماية قبل أي عملية ترميم أو بناء.
السلامة العامة ضمن الأولويات
اطلع المحافظ واللجنة المختصة على أحد المباني المتضررة الذي شكّل خطراً على حياة المواطنين، إذ صدر قرار فوري بهدمه بعد تقرير لجنة السلامة الإنشائية. وتم التأكيد أن عمليات الهدم تجري وفق أسس إدارية محددة، مع ضمان اتخاذ كافة تدابير السلامة نظراً لكون أغلب الأبنية متلاصقة.
تعزيز الدور السياحي والثقافي
لم تقتصر الجولة على الجوانب الإنشائية فحسب، بل شملت أيضاً بحث سبل استثمار الطابع التراثي للأحياء القديمة لتعزيز السياحة الثقافية في المدينة. إذ يُنظر إلى حماية هذه الأحياء على أنها ليست مجرد إجراء عمراني، بل خطوة استراتيجية لإحياء الذاكرة التاريخية وتحويل المدينة القديمة إلى وجهة سياحية مميزة.
إن حماية المدينة القديمة في اللاذقية ليست مهمة محلية فحسب، بل مسؤولية وطنية تحافظ على تراث الأجداد وتورثه للأجيال القادمة. فالجولات الميدانية والقرارات التنفيذية، مثل التي اتخذتها لجنة الحماية، تعكس التزاماً جاداً بصون الهوية التاريخية وتعزيز المكانة الثقافية والسياحية للمدينة، لتبقى اللاذقية شاهداً حياً على تاريخها العريق.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info