في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم، تناول المحامي محمود مرعي، أمين عام الجبهة الديمقراطية السورية، التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان التي دعا فيها سوريا إلى “إعادة حساباتها السياسية بمزيد من الانفتاح والتشاركية”. وأوضح مرعي أن هذه الدعوة تأتي في سياق الصراع الإقليمي على النفوذ في سوريا، حيث تتنافس تركيا وإسرائيل على تحديد مستقبل البلاد.
أكد مرعي أن “إسرائيل تريد سوريا ضعيفة ومقسّمة إلى دويلات طائفية وإثنية”، مشيراً إلى أن المشروع الصهيوني يهدف إلى منع أي نهوض للجيش السوري أو تعافي للاقتصاد الوطني. وأضاف أن “العدو الصهيوني يسعى لفرض واقع جديد عبر استغلال الانقسامات الداخلية، بينما تفضل الولايات المتحدة -رغم تناقضها الظاهري مع إسرائيل- سوريا موحدة ولكن ضعيفة”.
في تحليله للموقف التركي، لفت مرعي إلى أن “أنقرة تريد الحفاظ على نفوذها في شمال سوريا، خاصة فيما يتعلق بملف الحدود البحرية والموارد الطبيعية”. وأشار إلى أن “المصالح الاقتصادية بين تركيا وإسرائيل تمنع حالياً مواجهة مباشرة بينهما، رغم تنافسهما على النفوذ في المنطقة”.
حذر مرعي من خطورة “المشاريع الطائفية التي تغذيها إسرائيل”، مستشهداً بفتح الحدود أمام الدروز في الجولان المحتل كمحاولة لتعميق الانقسامات. ودعا إلى “بناء دولة المواطنة المتساوية التي تحفظ حقوق جميع المكونات”، مؤكداً أن “الحل الوحيد هو حوار وطني شامل بعيداً عن المؤتمرات الشكلية”.
فيما يخص الجولان المحتل، أكد مرعي أن “هذه الأرض السورية لن ولن نتنازل عنها”، مشدداً على أن “التاريخ يشهد على الاحتلال الإسرائيلي منذ 1967”. ورفض أي محاولات للتطبيع مع الاحتلال، داعياً إلى “توحيد الصفوف لاستعادة الحقوق المسلوبة”.
اختتم مرعي حديثه بالتأكيد على أن “قوة سوريا تكمن في وحدتها وتماسك شعبها”، معتبراً أن “الكتلة البشرية السورية هي السلاح الأقوى لمواجهة المشاريع التقسيمية”. ودعا إلى “تعزيز التشاركية السياسية وبناء مؤسسات الدولة على أساس وطني يضمن حقوق الجميع”.