لانقول جديداً اذا قلنا ان السبب الرئيسي وراء معاناة ومشاكل سورية والمنطقة هي السياسات الامريكية والتصرفات العدوانية ضد بلدان وشعوب المنطقة.
فامريكا تخلق المشاكل والحروب والأزمات وتبقيها كما لو انها سرطان لا أمل بالشفاء منها وهذا ما يحصل في غزة، فالحرب مستمرة ولم تمارس واشنطن أية ضغوط على حكومة الاحتلال لوقف حربها الوحشية ضد ابناء غزة بل تقوم بتزويد اسرائيل بالمزيد من الاسلحة الفتاكة والطائرات والأموال وتعلن كل يوم انها ملتزمة بحماية أمن كيان الاحتلال والدفاع عنه كما فعلت في الرابع عشر من نيسان الجاري خلال عملية الوعد الصادق الايرانية.
لاشك ان الولايات المتحدة الامريكية تستفيد من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كما قال السيد الرئيس بشار الاسد وهي تستثمر في هذا الصراع منذ 70 عاما كما انها تستفيد من الحرب في اوكرانيا وتعارض وقف الحرب بين اوكرانيا وروسيا.
ولا شك ايضا ان الولايات المتحدة تستغل الحرب على الإرهاب في سورية لخدمة مصالحها دون النظر الى مصالح الآخرين ومعاناتهم حيث يستمر العدوان الأمريكي متعدد الأوجه. فامريكا تمارس الضغوط السياسية والحصار والعقوبات الاقتصادية وتنهب الثروات الوطنية من قمح ونفط ومعادن ثمينة وتحتل أرضنا وتحارب شعبنا بلقمة عيشه وتنشر قواعدها الاحتلالية غير الشرعية على ارضنا في الحسكة ودير الزور والبادية والتنف وتمارس كل أنواع الحقد والكراهية وتوجه التهديدات والاتهامات وتلفق الاكاذيب ضد سورية وحكومتها في المحافل الدولية وتعرقل كل الخطوات التي تقوم بها سورية من أجل إعادة الاستقرار الى ربوع الوطن وانهاء الازمة وإعادة تعزيز وترسيخ اللحمة الوطنية.
لم تتعاطى سورية تاريخياً مع الولايات المتحدة كعدو ولكن كمحامي عن الشيطان وهي تتجاهل عن عمد الاعتداءات الاسرائيلية على سورية وتتجاهل معاناة الشعب السوري وخسائره جراء هذه الاعتداءات. كما أنها تدعم الإرهاب انطلاقا من قواعدها وتشجعه وتزوده بالسلاح والمال و تعمل بكل ما تستطيع لإبقاء سورية تعاني المرض.
ورغم كل ذلك فان سورية تقف صامدة تتحدى الظلم وترفض الاستسلام وتعيد بناء نفسها وقواتها واقتصادها سياسيا وعسكريا واقتصاديا وهي تحارب الإرهاب ببسالة بالتعاون مع روسيا وإيران وتسعى بكل السبل للتقليل قدر الإمكان من مخاطر وآثار العقوبات الاقتصادية الامريكية. وهي تواجه ظروفا اقتصادية صعبة بالنظر الى الارتفاعات المتواصلة للأسعار نتيجة انخفاض قيمة الليرة السورية امام الدولار، الذي تستخدمه الولايات المتحدة منذ عشرات السنين من أجل ممارسة الضغوط على خصومها والدول التي تعارض سياساتها. فلا يمكن مواجهة الدولار بالدبابات ولا بالطائرات ولا بالثقافات ولا بالجغرافيا وواشنطن تواصل استخدام الدولار كسلاح لممارسة الضغط السياسي. كما قال الرئيس الاسد الذي وضع توصيفا دقيقا لواقع السياسة الأمريكية مشيرا خلال حواره مع الوزير الابخازي الى ان الحوار ممكن مع واشنطن رغم كل هذه الصورة المأساوية وقال الأمل موجود دوماً، حتى عندما نعرف بأنه لن يكون هناك نتيجة علينا أن نحاول. فالسياسة هي فن الممكن. علينا أن نعمل معهم بغض النظر عن رأينا السيئ بهم ونشرح لهم أننا لن نتنازل عن حقوقنا، وسنتعاون معهم فقط على أسس المساواة، أمريكا حاليا بشكل غير شرعي تحتل جزءا من أراضينا وتمول الإرهاب وتدعم “إسرائيل” التي أيضاً تحتل أراضينا، ولكننا نلتقي معهم بين الحين والآخر مع أن هذه اللقاءات لا توصلنا إلى أي شيء، ولكن كل شيء سيتغير.