روسيا ترفض نشر قوات أجنبية في أوكرانيا والرئيس بوتين يؤكد أنه لا هدف لهذه القوات إذا تم التوصل إلى سلام….
لم تعد قضية الحرب والسلام في أوكرانيا تقتصر على طرفي النزاع في موسكو وكييف. فعلى مدار الساعة يتناوب قادة العالم في القارات الخمس على إطلاق التصريحات السياسية والعسكرية، ويتسع السجال بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية مع إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على استبعاد أوروبا قاطبة من أي حل يتعلق بالحرب في أوكرانيا، ورفضه لمحاولات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طرح مبادرات وترتيبات بديلة لعرقلة الحل والتشويش على الأجواء الإيجابية والتفاهمات والترتيبات التي تم التوصل إليها خلال قمة ألاسكا بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب الذي اتهم صراحة أوروبا بعرقلة الجهود الأمريكية لوقف الحرب في أوكرانيا.
وفيما أصبح حديث السلام في أوكرانيا أعلى من حديث الحرب بعد قمة ألاسكا التي خلقت أجواء جديدة من التفاؤل وكرست في الوقت نفسه حتمية الهزيمة التي تنتظر زيلينسكي الذي يتخبط بين هزيمة ميدانية تتسع يوميا على جميع جبهات القتال في دونيتسك ولوغانسك، وبين واقع سياسي هزيل بعد أن فقد الدعم العسكري الأمريكي واتسعت الانقسامات الأوروبية بشأن استمرار الحرب في أوكرانيا، غير أن فرنسا التي رفض الرئيس الأمريكي إشراكها بأي حال من الأحوال في حل الأزمة الأوكرانية، وفي محاولة جديدة لعرقلة التفاهمات وتبديد الآمال، عقدت بحضور 26 دولة معظمها من الاتحاد الأوروبي تحت عنوان إرسال قوات إلى أوكرانيا لكي تكون ضمانة لعدم تكرار أي هجوم روسي على أوكرانيا، مع أن ماكرون جمع وراء مشروعه هذا العدد من الدول إلا أن كل ذلك لم يغير من واقع الحال شيئا، حيث يصر الرئيس ترامب على عدم إشراك أوروبا بأي حال من الأحوال في موضوع الحل في أوكرانيا وفي موضوع الترتيبات الأمنية التي تم التوصل إليها.
في هذه الأثناء أعلنت موسكو رفضها لأي وجود أجنبي في أوكرانيا تحت عنوان ترتيبات أمنية وبحجة وجود تطمينات لنظام كييف وضمان له في حال تجددت الحرب، وأكد الرئيس بوتين رفضه لأي وجود أجنبي في أوكرانيا وأكد أن أي قوات أجنبية ستكون أهدافا مشروعة للقوات الروسية…
وفيما تبدو الخطوط والحوار مفتوحة مع الولايات المتحدة، فإن روسيا كالولايات المتحدة تزداد غضبا أمام محاولات فرنسا عرقلة الحل في أوكرانيا، وهي تواصل تحشيد الدول وجمع الأموال وإرسال الأسلحة لمواصلة الحرب.
وبعد أن التقى الرئيس بوتين مع عدد كبير من قادة العالم خلال قمة شنغهاي في الصين ومع الرئيس ترامب في ألاسكا، فقد ازدادت ثقة روسيا بأنها تسير في الاتجاه الصحيح في الحرب والسلام معا وتقترب من تحقيق أهدافها، فإذا بالرئيس بوتين يرمي الكرة من جديد في الملعب الأوكراني ويؤكد استعداده لقاء زيلينسكي، غير أن الأخير أعلن أن الضمانات الأمنية لبلاده والتي ترفضها روسيا جملة وتفصيلا يجب أن تدخل حيز التنفيذ قبل وقف الحرب، ودعا أوروبا إلى تزويد جيشه بالأسلحة والمال، كما دعاها إلى فرض المزيد من العقوبات على موسكو، وزعم أن قواته متكاملة برا وبحرا وجوا وأنه سيستمر في الحرب.
ومع أن المصطلحات واللغة التي بات الجميع يستخدمها لدى الحديث عن أوكرانيا تميل إلى التهدئة، غير أن فرنسا لا تزال مع ألمانيا ومعهما بريطانيا تحاول خلق مشاكل أمام الجهود الأمريكية التي يواصلها الرئيس ترامب لوقف الحرب، فهي تحشد لإرسال قوات إلى أوكرانيا قبل وقف إطلاق النار…
الرئيس بوتين اغتنم قمة شنغهاي ليطلع حلفائه في بكين وبيونغ يانغ على نتائج قمة ألاسكا الإيجابية، وأكد أن الحوار مفتوح بينه وبين الرئيس ترامب.
وحذر الرئيس الروسي خلال منتدى فلاديفوستوك الاقتصادي في أقصى شرق روسيا من أن أي قوات غربية تنتشر في أوكرانيا ستكون “هدفاً مشروعاً” للجيش الروسي.
واعتبر بوتين أن أي انتشار للقوات الأجنبية في أوكرانيا، خصوصاً في ظل المعارك الجارية، سيعامل على أنه هدف مشروع.
وشدد الرئيس بوتين على أنه لا داعي ولا هدف لهذه القوات الأجنبية إذا تم التوصل إلى “سلام دائم”، مؤكداً أن روسيا ستلتزم بالكامل بالضمانات الأمنية التي ستقدم لاحقاً لأوكرانيا، وأكد من جديد عدم جدوى لقائه مع زيلينسكي.
