في ظل التطور المتسارع الذي يشهده قطاع التعليم العالي في سوريا، تسعى الجامعات إلى ابتكار أساليب حديثة تربط الجانب الأكاديمي بالممارسة العملية. وانطلاقًا من هذه الرؤية، نظّمت جامعة اللاذقية معسكراً تدريبيًا عمليًا لطلاب السنة الثالثة في قسم الجيولوجيا، بهدف إغناء خبراتهم وتزويدهم بمهارات ميدانية تسهم في تعزيز كفاءتهم العلمية والمهنية.
رؤية عملية للتعليم
تضمّن المعسكر زيارة ميدانية إلى مديرية الموارد المائية، إذ استمع الطلاب إلى شروح تفصيلية حول آليات بناء السدود وطرق حفر الآبار، إلى جانب تدريب عملي أتاح لهم فرصة الاحتكاك المباشر بالتقنيات والأدوات المستخدمة في هذا المجال. هذه التجربة منحتهم تصوراً أوضح عن طبيعة العمل، بما يتجاوز حدود القاعة الدراسية.
تكمن أهمية هذا المعسكر في أنه يوفّر للطلاب فرصة تجسيد ما يتلقونه من معارف نظرية ضمن بيئة عمل واقعية، مما يعزز قدرتهم على الفهم والتطبيق. فالمعلومات التي قد تبدو معقدة على الورق تصبح أكثر وضوحاً حين تُطبّق عمليًا أمام أعينهم. وهذا يفتح أمامهم آفاقًا جديدة لفهم التحديات المرتبطة بعمل الجيولوجيين، خاصة في مجال إدارة الموارد المائية.
متطلبات سوق العمل
لا يقتصر دور المعسكر على الجانب التعليمي، بل يمتد ليشمل إعداد الطلاب لمتطلبات سوق العمل بعد التخرج. فالمهارات العملية التي يكتسبونها خلال هذه الأنشطة تزيد من فرصهم في الاندماج السريع في مجالات العمل المستقبلية، وتُنمّي لديهم الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة التحديات المهنية.
أهمية الأنشطة التطبيقية
تؤكد هذه التجربة على أن التعليم الجامعي لا يكتمل دون الجانب العملي، فالمعارف النظرية وحدها غير كافية لتخريج كوادر مؤهلة. ومن هنا تبرز أهمية الأنشطة التطبيقية التي تنظّمها الجامعات بشكل مستمر، لما لها من دور في صقل المهارات وبناء شخصية الطالب الجامعي على أسس متينة.
يمثل المعسكر التدريبي لطلاب قسم الجيولوجيا في جامعة اللاذقية خطوة رائدة في مسار تطوير العملية التعليمية، إذ يجمع بين المعرفة النظرية والخبرة العملية، ويسهم في إعداد طلاب قادرين على المساهمة الفاعلة في تنمية المجتمع. وتجسّد هذه المبادرة رؤية الجامعة في أن التعليم ليس مجرد نقل للمعلومات، بل هو إعداد شامل لمستقبل واعد.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info