في لحظة تاريخية مفصلية، تقف الدبلوماسية السورية على أعتاب منعطف جديد مع زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي حوار خاص لشبكة شام نيوز إنفو على هواء إذاعة فيرجن إف إم مع الأستاذ محمود مرعي، عضو الهيئة الرئاسية للتحالف الوطني الديمقراطي السوري، تم تحليل أبعاد هذه الزيارة واستحقاقاتها الإقليمية والدولية.
يرى مرعي أن هذه الزيارة تمثل أول حضور سوري على هذا المستوى منذ عام 1968، عندما زار الرئيس نور الدين الأتاسي نيويورك. ويكشف أن أجندة الزيارة تضمنت ثلاث قضايا محورية: تطوير العلاقات السورية-الأمريكية، متابعة المفاوضات السورية-الإسرائيلية، والدعم السوري لحل الدولتين للقضية الفلسطينية. ويشير إلى أن الاعتراف بدولة فلسطين أصبح يحظى بتأييد 151 دولة، ما يشكل ضغطاً دولياً غير مسبوق على الكيان الإسرائيلي.
على الصعيد الفلسطيني، يحلل مرعي أن جرائم الحرب في غزة أحدثت تحولاً جيوسياسياً عميقاً، حيث شهدت العواصم الغربية تحركات شعبية غير مسبوقة تضامناً مع فلسطين. ويكشف أن الوضع الديموغرافي في فلسطين التاريخية أصبح يشكل تحدياً وجودياً لإسرائيل، حيث يعيش 6 ملايين فلسطيني على الأرض الفلسطينية، مع إصرار جماعي على البقاء رغم سياسات التهجير.
ختاماً، يؤكد مرعي أن زيارة الرئيس الشرع تهدف إلى كسر الحصار الدبلوماسي عن سوريا، حيث ستطالب برفع العقوبات الاقتصادية التي أنهكت البلاد وأعاقت إعادة الإعمار. ويبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن الدبلوماسية السورية من تحويل هذه الزيارة التاريخية إلى مكاسب ملموسة تخدم القضايا الوطنية والإقليمية، أم أنها ستظل محاصرة بشروط دولية تعجيزية؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مصير سوريا وفلسطين في المرحلة المقبلة.