
بعد سنوات من التحديات التي أثّرت على البنية الاقتصادية في مدينة حلب، تعود المدينة اليوم لتستعيد جزءاً من دورها الحيوي في الإنتاج والتسويق، من خلال إعادة افتتاح سوق الإنتاج الزراعي والصناعي في أرض المعارض. هذه العودة لا تمثّل مجرد فعالية اقتصادية، بل تعدّ خطوة رمزية تعكس إرادة المدينة في النهوض وإحياء حركتها التجارية، بما يعيد الثقة بين الصناعيين والمستهلكين، ويمنح الشركات المحلية فضاءً واسعاً لعرض منتجاتها في بيئة محفّزة وداعمة.
افتتاح رسمي
افتتح محافظ حلب المهندس عزام الغريب السوق معلناً بدء فعاليات مهرجان تسوق حلب – شتاء 2025، وسط حضور رسمي وجماهيري كبير. ويأتي هذا الحدث ضمن إطار حملة “حلب ست الكل” التي تنفّذ بالتعاون بين محافظة حلب وغرفة الصناعة بهدف تنشيط الاقتصاد المحلي وتوفير منتجات بأسعار تشجيعية للمواطنين.

وشهدت أجنحة السوق حضوراً لافتاً لأصحاب الفعاليات الاقتصادية، حيث عرضت الشركات المشاركة تشكيلة واسعة من المنتجات الغذائية والكيميائية والنسيجية والمنزلية، ما جعل السوق محطة رئيسية للزوار الباحثين عن عروض مميزة وتخفيضات حقيقية.
15 عاماً من الانقطاع
بعد خمسة عشر عاماً من التوقف، يعود سوق الإنتاج الصناعي ليشكّل من جديد منصة بارزة لدعم الصناعة الوطنية. وقد استمرت أعمال إعادة التأهيل ما يقارب عشرة أشهر، لتعود هذه المساحة الحيوية لاستقبال الفعاليات والمعارض الدورية، بما يعزّز موقع حلب كعاصمة اقتصادية وصناعية.
مهرجان تسوق
يستضيف السوق اعتباراً من 21 تشرين الثاني وحتى 18 كانون الأول أكبر مهرجان للتسوق في المدينة، بمشاركة شركات محلية ومستثمرين من داخل سوريا وخارجها. وأوضح ممثلو المحافظة أنّ إعادة تأهيل السوق جاء انطلاقاً من قيمته كصلة وصل بين المنتج والمستهلك، وكمنصة دائمة للمعارض المتخصصة.

دعم الصناعة المحلية
أكّد عدد من ممثلي غرفة الصناعة أن السوق يشكل بيئة ملائمة لتلبية احتياجات الأسر الحلبية من مختلف السلع، ويسهم في تعزيز العلاقة المباشرة بين الشركات والمواطنين. كما اعتُبرت هذه الفعالية خطوة لإعادة الألق لسوق الإنتاج الذي كان منذ تأسيسه عام 1959 رمزًا للاحتفاء بالصناعة المحلية.
مسار التعافي
يمثّل افتتاح سوق الإنتاج خطوة جديدة في مسار التعافي الاقتصادي لمدينة حلب، وإشارة واضحة على عودة الحياة التجارية والصناعية إلى سابق عهدها. ومع التنظيم الحالي للمهرجان وتوسّع المشاركة، يبدو أن السوق سيعود ليكون مركزاً محورياً يربط بين الصناعة الوطنية والمستهلك مباشرة، ورافعة أساسية لدعم الاقتصاد المحلي.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info

