كما تراني يا جميل اراك .. هذا هو حال التحالف الروسي الايراني الاستراتيجي الذي قطع خطوات متقدمة على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية وترسخ في ضوء التحديات المشتركة التي تواجهها موسكو وطهران في صراعهما المرير مع نظام اوكرانيا وكيان الاحتلال الاسرائيلي .
وكما وقفت ايران سياسيا وعسكريا الى جانب روسيا في حربها الطويلة مع اوكرانيا، فان روسيا ترد الجميل بالجميل، وتقف اليوم بقوة الى جانب ايران وتدعم موقفها المحق في الرد على جريمة قصف القنصلية في دمشق بما يحقق المصالح و المبادىء المشتركة، ليأتي الموقف الروسي هذا منسجما مع زخم الصواريخ والمسيرات التي انسكبت لهبا على اسرائيل.
فشل القواعد والبوارج الامريكية والبريطانية والفرنسية في حماية اسرائيل من الصواريخ والمسيرات ليلة الرابع عشر من نيسان جاء ليعزز هذا التحالف الذي عبر عنه وزير الخارجية سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الايراني حسين امير عبد اللهيان بأن روسيا ستدعم ايران في مجلس الامن وان روسيا لم تشك ابدا بان ايران سترد على استهداف قنصليتها في دمشق.
موقف روسيا الحاسم في دعم ايران عبر عنه مندوب روسيا الدائم في الامم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الذي اعتبر خلال الجلسة الطارئة ان الدول الغربية تواصل النفاق والكذب وسياسة المعايير المزدوجة واكد ان الرد الايراني كان ردا على التقاعس المخزي لمجلس الامن الدولي إزاء الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق.
هي حرب واحدة تمتد من اوكرانيا الى غزة تخوضها روسيا وايران وحلفاؤهما معا بما يخدم مصالحهم المشتركة وبما يخدم السعي لاقامة نظام عالمي جديد يستطيع من خلاله مجلس الامن الدولي ان يتخذ قرارات تعاقب المجرمين الصهاينة و النازيين الجدد الذين يرفضون السلام ويعرضون الامن والاستقرار في العالم الى المزيد من المخاطر.