في ظل تصاعد التوترات بين الغرب وروسيا، جاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى كييف للقاء الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في خطوة تعتبر الرابعة من نوعها. يُنظر إلى هذه الزيارة في سياق أوسع من مجرد دعم أوكرانيا، إذ يعتبر الدكتور حيان سلمان أن هذه التحركات جزء من صراع أكبر بين حلف الناتو وروسيا.
أكد الدكتور حيان سلمان في لقاء مع شام نيوز إنفو أن أوكرانيا، كونها جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق، تحمل في طياتها الكثير من الروابط التاريخية مع روسيا. ويرى أن مناطق مثل دونباس والقرم هي أراضٍ روسية تاريخياً، وأن الصراع الحالي يتجاوز مجرد نزاع إقليمي ليصبح جزءًا من استراتيجية الناتو لمحاصرة روسيا.
كما يشير الدكتور حيان سلمان إلى أن الجيش الروسي قد شهد تطوراً كبيراً، وأصبح من أقوى الجيوش في العالم. ويرى أن هذا التطور يعزز من موقف روسيا الدولي ويجعلها قادرة على التصدي لمحاولات الناتو التوسع نحو الشرق. كما يشير إلى أن روسيا تدعم بقوة الحقوق الفلسطينية والمقاومة ضد العدوان الإسرائيلي، وتدخلها في سوريا جاء بناءً على طلب من حكومتها الشرعية.
كما شدد الدكتور حيان سلمان على أن الولايات المتحدة تستخدم أوكرانيا كوسيلة لإضعاف روسيا، مع استعدادها للقتال حتى آخر جندي أوكراني. في المقابل، يشير إلى أن روسيا تدعو إلى السلام وتستند إلى ثقافة السلام التي تجسدها رموزها الثقافية مثل بوشكين ومكسيم غوركي وأليكسي تولستوي، في حين يرى أن ثقافة أمريكا تتسم بالعنف والهيمنة.
في السياق الاقتصادي، أوضح الدكتور حيان سلمان أن العلاقات التجارية بين روسيا والصين شهدت ازدهاراً كبيراً، حيث بلغت الصادرات الروسية إلى الصين 242 مليار دولار بعد العملية العسكرية الروسية في دونباس. ويؤكد على تراجع الدولار الأمريكي أمام الروبل واليوان، مع توسع مجموعة بريكس لتضم إحدى عشرة دولة، مما يعكس التغيرات الكبيرة في النظام الاقتصادي العالمي.
كما طرح الدكتور حيان سلمان فكرة أن أمريكا بدون الدولار ستتحول إلى دولة عادية، مع وجود مطالبات بالاستقلال والانفصال في بعض الولايات الأمريكية مثل كاليفورنيا. هذه التطورات تشير إلى تغييرات جذرية في النظام العالمي، حيث تتجه الدول الكبرى مثل روسيا والصين إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية والسياسية بعيدًا عن الهيمنة الغربية.
في الختام، تعكس زيارة بلينكن إلى كييف واستمرار الصراع في أوكرانيا مدى تعقيد العلاقات الدولية والتنافس بين القوى الكبرى. ومع تصاعد التوترات، يبقى مستقبل النظام العالمي مرهونًا بمدى قدرة الأطراف على التوصل إلى حلول سلمية تضمن الاستقرار والأمن الدوليين.