أكد الدكتور حيان سلمان، الدكتور في الاقتصاد والمحلل الاقتصادي، خلال حوار مع شبكة شام نيوز إنفو، أن الرئيس السوري بشار الأسد يشارك في القمة العربية في المنامة بدعوة خاصة من أمير البحرين. هذه المشاركة تأتي بعد فشل محاولات واشنطن منع سوريا من حضور القمم العربية، مما يعكس تراجع النفوذ الأمريكي في الساحة الدولية وخاصة في منطقة شرق المتوسط.
وحول أهمية القمة العربية، فإن حضور سوريا القمة الثانية والثلاثين في الرياض كان له خصوصية من حيث المكان والتوقيت، حيث تزامنت مع قمم أخرى مثل القمة العربية الإفريقية والقمة الخليجية الصينية. أكد الدكتور سلمان أن هذه القمم ترافقت مع تفاهمات روسية سعودية حول أسعار النفط وإنتاجه، مما أبرز تماسك الموقف العربي في مواجهة الضغوط الأمريكية.
من جانب آخر، كرر بلينكن معارضته لحضور سوريا قمة المنامة، رغم وجود الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين، لكن الرد العربي كان واضحًا بأن هذا قرار تتخذه جامعة الدول العربية. هذه الخطوات تشير إلى بداية تمرد عربي ضد واشنطن وتوجه نحو تعزيز العلاقات مع روسيا والصين، حيث تضاعف التبادل التجاري العربي الصيني ثلاث مرات خلال سنتين، مع تعاون متزايد بين روسيا والدول العربية.
أما عن أهداف سورية من المشاركة في القمة، اعتبر الدكتور حيان سلمان أن الرئيس بشار الأسد ينطلق من مفهوم العروبة وضرورة تفعيل العمل العربي المشترك، مشيرًا إلى أهمية إعادة النظر في الاتفاقيات السابقة وضمان انسياب السلع والخدمات في السوق العربية. السوق العربية، التي تضم 456 مليون مستهلك، تمثل فرصة هائلة للتكامل الاقتصادي بين الدول العربية.
ما يخص المشاريع العربية في سوريا، أعلنت الإمارات عن إقامة مشروع للطاقة الشمسية في سوريا، كما أعادت العديد من الدول العربية فتح سفاراتها في دمشق. هناك دراسات جارية لعودة الاستثمارات السعودية إلى سوريا، رغم محاولات الولايات المتحدة لعرقلة هذه الخطوات من خلال قانون قيصر. أكد الدكتور حيان أن سوريا لا تطلب نقودًا من الدول العربية بل تسعى لتوفير مناخات مناسبة للاستثمارات.
كما تحدث الدكتور حيان عن ضرورة بناء استراتيجية اقتصادية جديدة تستفيد من الكتلة النقدية العربية الكبيرة التي تُوظَّف في أوروبا، ودعا إلى إنشاء خارطة استثمارية عربية توضح مزايا كل دولة والقطاعات المناسبة للاستثمار فيها. وأشار إلى التحديات الكبيرة التي تواجه التنمية في المنطقة، مثل هجرة العقول، وأكد أن التنمية تحتاج إلى إرادة وإدارة فعالة.
وعن مستقبل سوريا، أكد الدكتور حيان سلمان أن سوريا قادرة على الخروج من الأزمة الاقتصادية من خلال خطة متكاملة لزيادة الناتج المحلي وتخفيض معدلات البطالة والتضخم. دعا إلى استغلال كل متر من الأراضي السورية وكل طاقة إنتاجية متاحة، وتعميق التوجه شرقًا، بما يمكن من تشغيل جميع المعامل المتوقفة وتحقيق التنمية المستدامة.