في حديث لشبكة شام نيوز إنفو، تناول المحلل السياسي عبد الله منيني انتهاء ولاية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الحادي والعشرين من مايو، وأوضح أن هذا الحدث يحمل في طياته تداعيات كبيرة على الساحة الأوكرانية والدولية.
أشار منيني إلى أن السيناريو الأمريكي كان يتمحور حول انتهاء الحرب الأوكرانية قبل انتهاء ولاية زيلينسكي. كانت الخطة تتضمن استغلال شرعيته كرئيس منتخب لإتمام أي اتفاقيات أو تحقيق انتصارات سياسية وعسكرية. لكن التقدم المستمر للجيش الروسي أفشل هذه المخططات، ما أدى إلى انهيار الخطط الغربية في أوكرانيا. ومع اقتراب موعد انتهاء ولاية زيلينسكي، أعلن الغرب أنه سيستمر في التعامل معه حتى بعد انتهاء فترته الرئاسية، مما يعكس حجم الأزمة والتخبط في الاستراتيجيات الغربية تجاه أوكرانيا.
مع انتهاء ولاية زيلينسكي، يفقد الأخير شرعيته كرئيس منتخب، وهذا يضعف موقف أوكرانيا بشكل كبير. أشار منيني إلى أن فقدان الشرعية سيجعل من الصعب على أوكرانيا التفاوض مع روسيا، حيث يمكن لموسكو أن ترفض التفاوض مع رئيس فاقد للشرعية. هذا الفقدان للشرعية لا يؤثر فقط على زيلينسكي، بل يمتد ليشمل الدول الغربية التي دعمت أوكرانيا، حيث يظهر هذا الدعم كاستثمار خاسر في ظل الانتصارات الروسية المستمرة.
أوضح منيني أن أوكرانيا تقترب من الاعتراف بالهزيمة، وهذا ليس فقط هزيمة لأوكرانيا نفسها، بل أيضاً لكل الدول الغربية التي وقفت إلى جانبها. هذه الهزيمة تعني فشل الاستراتيجيات الغربية في وقف التقدم الروسي واستعادة الأراضي الأوكرانية المحتلة. كما أنها تعني إعادة النظر في العلاقات الدولية والتحالفات القائمة، خاصة تلك التي راهنت على نجاح زيلينسكي وحكومته في مواجهة روسيا.
إن انتهاء ولاية زيلينسكي دون تحقيق نتائج ملموسة في الحرب يعني أن الوضع في أوكرانيا سيظل متأزماً ومفتوحاً على احتمالات متعددة. قد يؤدي هذا إلى تصعيد جديد في النزاع أو إلى مفاوضات تحت شروط روسية صارمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن فقدان زيلينسكي للشرعية قد يدفع الدول الغربية إلى البحث عن بدائل سياسية داخل أوكرانيا، مما قد يزيد من حالة عدم الاستقرار الداخلي.
إن انتهاء ولاية زيلينسكي في ظل استمرار الحرب الأوكرانية والتقدم الروسي يعكس فشل الخطط الغربية ويضع أوكرانيا في موقف حرج. فقدان شرعية زيلينسكي يضعف موقف كييف التفاوضي ويزيد من تعقيدات الأزمة. من الضروري أن تعيد الدول الغربية تقييم استراتيجياتها وأن تبحث عن حلول سياسية ودبلوماسية لإنهاء النزاع، بما يضمن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.