أكد المحلل السياسي والخبير العسكري الدكتور تركي حسن، في حديث لشبكة “شام نيوز إنفو”، أن قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، الذي وافقت عليه 14 دولة وامتنعت روسيا عن التصويت عليه، كان من المفترض أن يتم تطبيقه منذ الشهر الماضي. ومع ذلك، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من هذا الاتفاق بسبب المزايدات الداخلية والوضع السياسي المتأزم في إسرائيل، والذي يتضمن معارضة شديدة من قبل الوزراء المتطرفين بن غافير وسموتريتش. وأشار الدكتور حسن إلى أن جزءاً كبيراً من الحرب كان لحماية مصالح نتنياهو الشخصية والمحافظة على مستقبله السياسي.
وأوضح الدكتور حسن أن الولايات المتحدة اضطرت إلى تقديم هذا المقترح لمجلس الأمن بعد ثمانية أشهر من الصمود الفلسطيني. فالمقاومة الفلسطينية صمدت لمدة 250 يوماً، مما أجبر أمريكا على التحرك نحو وقف إطلاق النار. كما شدد حسن على أن استقالة الجنرالين غانتس وأيزنكوت لم تكن لتحدث دون موافقة واشنطن، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب من غانتس تأجيل استقالته لتحقيق تسوية مع نتنياهو. وأكد أن غانتس هو مشروع أمريكي، وأن أمريكا هي التي نصحته وأيزنكوت بالدخول في حكومة الحرب أثناء زيارة بايدن لإسرائيل، حيث جمع كافة الصهاينة في حكومة طوارئ وأشرك الغرب بأكمله لدعم إسرائيل.
أكد الدكتور حسن أن أمريكا قدمت كافة أشكال الدعم لإسرائيل بعد عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2023، مما أعطى إسرائيل دفعة كبيرة في حربها. وشمل الدعم الأمريكي إرسال الأموال والمرتزقة والجنود، وفتح مخازن الأسلحة لصالح إسرائيل، بالإضافة إلى إرسال الذخائر الثقيلة والطائرات المحملة بالأسلحة. وأوضح أن هذا الدعم يعكس تدخلاً مباشراً من قبل أمريكا في الحرب، إضافة إلى تبني السردية الإسرائيلية وتقديم الأموال الكبيرة لإسرائيل.
من جانبه، أكد المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي الأستاذ غسان محمد أن المقترح الأمريكي بوقف إطلاق النار جاء بالتنسيق مع خصوم نتنياهو، بهدف التخلص منه. واعتبر أن التوجه الأمريكي نحو التخلص من حكومة نتنياهو المتطرفة يعكس حاجة أمريكية انتخابية، حيث يُعتبر وقف الحرب ضرورياً لاسترضاء الناخبين الأمريكيين.
أشار محمد إلى أن وسائل الإعلام اعتبرت المسار السياسي الخيار الأفضل والأكثر أماناً لإسرائيل للخروج من الأزمة التي أوقعت نفسها فيها. وأكد أن تقديم مشروع القرار الأمريكي جاء بالتنسيق مع خصوم نتنياهو لتحقيق هذا الهدف. كما أضاف أن هناك معلومات تشير إلى أن نتنياهو عرض على واشنطن تشكيل حكومة بديلة تتضمن غانتس، أيزنكوت، ولابيد بدلاً من بن غفير وسموتريتش.