وصل موسم القبار في ريف حمص الشرقي (منطقة المخرم وريفها) إلى ذروته حيث يبدأ جني الثمار مع بداية شهر أيار، وينتهي مع نهاية آب من كل عام وهو مصدر دخل مهم للعائلات التي تعتمد في تدبير أمورها على بيع ثمار القبار الصغيرة، بحوالي ١٥ ألف للكيلو الواحد، ينقص أو يزيد قليلاً بحسب جودة الثمار.
وينتشر القبار في حمص، من المشرفة الى جب الجراح شرقاً ومن الحراكي الى حدود محافظة حماة شمالاً، هذا ما يوضحه رئيس دائرة الحراج في زراعة حمص المهندس عامر شعبان، ويضيف بأن القبار نبتة حولية متحملة للجفاف يتم جمع أزهارها قبل تفتحها، ويتم حفظها بالملح والماء، مقدراً إنتاج حمص بين 2000_2500 طن، يصدر عن طريق التجار وتقوم مديرية الزراعة بمنح شهادات المنشأ من أجل التصدير، ولا تتدخل في التسعير لكون التسويق عن طريق تجار القطاع الخاص، ولم تصلنا أي شكاوى عن استغلال حلقات الوساطة لجامعي القبار. ولفت شعبان إلى عدم وجود ضرورة لإكثاره، ويمكن في هذا الإطار تحويل الصحراء إلى أراض منتجة، نظراً لمحدودية استهلاكه للمياه وتثبيته للتربة المعرضة لعوامل التعرية، وكذلك يتحمل القبار مدى واسعاً من درجات الحرارة من الصفر حتى 45 درجة مئوية، والعائد الاقتصادي جيد.
ويتوفر منه 350 نوعاً؛ الهندي والإسترالي .. إلخ، وعن أسباب التسمية يقول شعبان: اختلفت المراجع في أصل تسمية نبات (القبار) على ثلاثة أقوال هناك من يقول إن أصل تسمية نبات (القبار) يوناني، ويسمى في اليونانية باسم آصف، وفريق ثانٍ يقول إن أصل التسمية نسبة إلى جزيرة قبرص في البحر الأبيض المتوسط، لكونه ينتشر هناك، والرأي الأرجح والذي ذكرته عدة مراجع تقول إن أصل التسمية عربي وهو كبار نسبة إلى كونه يستخدم في معالجة كبار السن ومن أسمائه الشائعة محلياً: قبار – شفلح – آصف – فلفل الجبل – عصلوب.. وقديمًا كانت الثمرة تسمى تفاح الجن – ورد الجبل – عنب الحية …الخ، ويتراوح طول شجيرة القبار ما بين 50 و 100 سم، وعرضها يتراوح ما بين المتر والمتر ونصف، لها جذع قصير نسبياً تنمو عليه أغصان يمتزج لونها بين الخضرة والحمرة حسب الصنف، وأزهاره بيضاء مع ميلها إلى اللون الوردي، وأوراقه سميكة بيضاوية أو إهليلجية ذات حواف كاملة، ولها أشواك، وهناك بعض الأنواع أوراقها خالية من الأشواك، حيث تعد هذه الأشواك مشكلة عند حصاد محصول القبار، ما يوجب الحذر عند قطافه، وأزهاره إبطية مفردة، طويلة العنق قطرها 4-6 سم و ينتج النبات الواحد مئات الأزهار، وتعد فترة الإزهار قصيرة لا تستمر أكثر من 24-36 ساعة، وتظهر الأزهار في بداية الصيف حتى مطلع الخريف، وثمرته عنبية ذات شكل يشبه شكل ثمرة الكمثرى، تحتوي الثمرة على 200-300 بذرة، عندما تنضج الثمرة يتحول لونها من الأخضر المصفر إلى الأحمر أو القرمزي الزاهي، ويكون طعمها حلواً من الداخل، و مراً من الخارج، وتثمر شجيرة القبار ما بين 13 ثمرة كحد أدنى و400 ثمرة كحد أقصى، أما البذور فسوداء اللون ذات غلاف شديد القساوة، ولذلك فإن نسبة الإنبات منخفضة جداً، وتنبت في الطبيعة تحت تأثير الفروقات الحرارية العالية في البوادي و بين الصخور، أما جذوره فقليلة التفرع وعميقة جداً وذات قطر كبير وهذا ما يفسر دورها الكبير في تثبيت التربة وزيادة تغلغل مياه الأمطار فيها، وأفضل تربة تنمو عليها هذه النبتة وتعطي إنتاجاً أفضل هي التربة الرملية متعادلة الحموضة، وعموماً نبات القبار من النباتات القوية، لذا يمكن زراعتها فى الأماكن غير الصالحة لأي نوع من النباتات الحساسة للملوحة، عدا عن كون القبار يتحمل درجات الحرارة .
وعن طرائق زراعته بين مدير حراج حمص أن هناك ثلاث طرق لزراعته، وهي: بالبذور، الفسائل، التطعيم.
وأضاف شعبان حول فوائد القبار بأن التركيب الكيميائي للنبات يجعل فوائده العلاجية الكثيرة، وهناك دراسات تشير إلى فوائد كثيرة لعسل القبار، وقد أثبت علمياً أن براعم الأزهار غير المتفتحة ملينة وتخفف آلام المعدة، إذا أعدت بشكل صحيح مع الخل، أما قشور النبات فهو مدر للبول و يؤخذ قبل الوجبات مباشرة لفتح الشهية.
أما لحاء الجذر فهو مطهر و يوقف النزيف الداخلي، وهي تستخدم لعلاج الحالات الجلدية و ضعف الشعيرات كما تستخدم في مستحضرات التجميل، ويمكن أن يوضع خارجياً كلزقات طبية لأمراض الدسك والمفاصل، مبيناً أنه لا يوجد في المراجع العلمية ما يفيد أن استعمال مختلف أجزاء هذا النبات تتداخل مع أي أدوية عشبية أو كيميائية، ولا توجد له أضرار جانبية إذا ما استعمل بالطريقة المحددة، ويحافظ على صحة البشرة في إبطاء عملية الشيخوخة بفضل الخصائص المضادة للأكسدة، ويعزز نمو الشعر، لذا يستخدم على نطاق واسع في منتجات العناية بالشعر ويحارب فقر الدم وغني بفيتامين K والكالسيوم والمغنيسيوم لذا يحافظ على بنية عظام صحية طبعاً عدا عن فوائد القبار للجهاز الهضمي و لمرضى السكر لاحتوائه على مواد كيميائية تحافظ على مستويات السكر في الدم، وفوائد متعددة لعشبة القبار للجهاز المناعي وخصائص مضادة للالتهابات لاحتوائها على حمض الفوليك، وكذلك يعمل القبار على تليين الجهاز الهضمي وتطهيره ويحمي من الحساسية الموسمية وغني بمضادات الهيستامين و يلعب دوراً في تخفيف أعراض الحساسية الموسمية والربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.