في حوار مع شبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، أكد مهند الحاج علي، عضو مجلس الشعب السوري السابق، أن بيان الخارجية السورية حول إعادة العلاقات السورية التركية يشدد على ضرورة العودة إلى الوضع الذي كان قائماً في عام 2011. وهذا يتضمن إنهاء الدعم التركي للمجموعات الإرهابية في شمال حلب ومحافظة إدلب، وانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.
وأشار الحاج علي إلى أن العلاقات بين البلدين قبل عام 2011 كانت تتسم بتعاون مشترك في مجالات عدة، منها التجارة وتقاسم المياه في نهري دجلة والفرات. وأكد أن هذه ليست شروطا سورية بقدر ما هي حقوق للشعب السوري. وأوضح أن سورية ترفض الشروط التركية لإعادة العلاقات التي تشمل صياغة دستور جديد وتغيير القيادة السورية، مشددًا على أن إنهاء الاحتلال التركي ووقف دعم الإرهاب هي الأولويات المطلقة لسورية.
كما أوضح الحاج علي أن العراق يلعب دورا كبيرا في دفع المصالحة بين سورية وتركيا، خاصة في ما يتعلق بموضوع تقاسم المياه. وأكد أن مياه الفرات العابرة للأراضي السورية لها حصة سورية تُترك للعراق أيضا، مما يجعل مشاركة سورية في أي اتفاقية مائية بين العراق وتركيا أمرا ضروريا. إلى جانب ذلك، توجد هواجس أمنية وعسكرية تتعلق بمواجهة التنظيمات الانفصالية في المنطقة، والتي تثير قلقًا مشتركا بين الدول المعنية.
كما شدد الحاج علي على ضرورة وجود نوايا تركية صادقة لإعادة العلاقات، وعدم الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية. وأكد أن سورية تفرق بين الشعب التركي والحكومة التركية، مشيرا إلى أن العداء موجه نحو النظام الإخواني في حزب العدالة والتنمية الذي انقلب على سورية في عام 2011.
وفيما يتعلق بالعلاقات الشعبية السورية التركية، أوضح الحاج علي أن هناك أحزابا وأصدقاء داخل تركيا يعارضون السياسات العدوانية لحزب العدالة والتنمية، مثل حزب الوطن التركي، وحزب تركيا المستقلة، والحزب الشيوعي التركي، وحزب عطا، وحزب تحرير الشعب، وحزب الشعب الجمهوري، بالإضافة إلى حزب الرفاه الجديد.
تناول الحاج علي تاريخ العلاقات بين الشعبين السوري والتركي، مشيرا إلى أن الفترات التي لم تتأثر بالتطرف السياسي كانت جيدة، مثل فترة ما قبل حزب العدالة والتنمية وفترة ما بعد أتاتورك. وأوضح أن سياسات أتاتورك وحزب العدالة والتنمية كانت مدمرة للسوريين، بما في ذلك تهجير السوريين من لواء اسكندرون ودعم الحركات المتطرفة وتدريبها.
كما أكد الحاج علي أن بيان الخارجية السورية يشدد على ضرورة انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية ووقف دعم الجماعات الإرهابية. وأوضح أن سورية لن تقبل بأي بروباغندا أو اتفاقات صورية، بل تحتاج إلى إجراءات تنفيذية على الأرض.
وفيما يتعلق بالعمليات العسكرية التركية في سورية والعراق ضد حزب العمال الكردستاني، أشار الحاج علي إلى أن هذه العمليات تمثل تدخلا في الشؤون السورية والعراقية. وأكد على ضرورة وجود جداول زمنية لانسحاب القوات التركية، مع تفعيل دور الجيش السوري في ملء الفراغ الأمني في المناطق المحررة.
وفي سؤال حول الضمانات الأمنية التي تطالب بها المعارضة السياسية، أشار الحاج علي إلى أن سورية تجري انتخابات تشريعية بانتظام، ودعا المعارضة إلى المشاركة في العملية الانتخابية بدلا من المطالبة بضمانات أمنية لا أساس لها.
وفيما يتعلق برغبة أردوغان في إعادة العلاقات مع دمشق، أوضح الحاج علي أن التصريحات التي أطلقها أردوغان من واشنطن تهدف إلى إرسال رسالة بأن هناك موافقة أمريكية على هذه الخطوة. وأكد أن أردوغان بحاجة إلى حل الملف السوري من أجل استقرار تركيا، خاصة فيما يتعلق بمواجهة التنظيمات الانفصالية.
كما أشار الحاج علي إلى أهمية الضمانات الإقليمية لتنفيذ الاتفاقات بين سورية وتركيا، مشيرا إلى دور العراق وإيران وروسيا كضامنين محتملين لهذه الاتفاقات. وأكد على ضرورة وجود إجراءات تنفيذية على الأرض لضمان انسحاب سريع للقوات التركية.
وختم الحاج علي بالإشارة إلى دور العراق الإقليمي بقيادة محمد شياع السوداني، وأهمية التعاون بين العراق وسورية وتركيا لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وأكد أن أي صفقات تجارية أو مائية بين العراق وتركيا يجب أن تمر عبر سورية نظرًا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي.
في النهاية، شدد الحاج علي على ضرورة وجود ضمانات دولية وإقليمية لتنفيذ الاتفاقات بين سورية وتركيا، وأكد أن سورية لن تتنازل عن حقوقها في مواجهة الاحتلال التركي ودعم الإرهاب، وأن المصالحة يجب أن تكون مبنية على أسس واضحة وشفافة تضمن حقوق وسيادة سورية.
