في حديث على إذاعة ميلودي إف إم، ناقش العضو السابق في مجلس الشعب السوري، مهند حاج علي مع شبكة شام نيوز إنفو قرارات قمة الناتو الأخيرة في واشنطن، وتداعياتها على الساحة الدولية، خاصة فيما يتعلق بالتوترات مع روسيا والصين، ومحاولة اغتيال المرشح الجمهوري، دونالد ترامب. اعتبر الكثيرون أن القمة، التي انعقدت على مدار يومي الخميس والجمعة، وضعت العالم على حافة حرب عالمية جديدة بقراراتها المعادية لروسيا والصين، ودعوتها لنصب صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا، ومواصلة القتال في أوكرانيا.
يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يسعى من خلال هذه القمة لتعزيز صورته أمام الناخبين، خاصة بعد المناظرة التلفزيونية الشهيرة مع ترامب، والتي أظهرت ضعفاً في أدائه. أصدرت القمة وثيقة وصفتها كارين كوياتكوفسكي، المسؤولة السابقة في البنتاغون، بأنها تهديد للأمن العالمي، معتبرة إياها إعلان حرب. وعلّق وزير الخارجية الهنغاري، بيتر سيارتو، على خطورة هذا الإعلان، بينما اعتبرت بكين أن الإعلان يعكس عقلية الحرب الباردة.
في سياق متصل، تساءل حاج علي حول محاولة اغتيال ترامب، مشيراً إلى أن مستوى الكراهية والانقسام داخل الولايات المتحدة بلغ ذروته. هذا الانقسام يتجلى بوضوح بين السود والبيض، وبين الجمهوريين والديمقراطيين، وحتى بين الولايات الشمالية والجنوبية. وأوضح حاج علي أن الصراع بين المشروعين السياسيين في أمريكا – الجمهوري الذي يسعى للحفاظ على قوة أمريكا وهيمنتها، والديمقراطي الذي يسعى لانفتاح أمريكا وتعدد أعراقها – يزيد من حدة التوتر والانقسام.
وأشار حاج علي إلى أن محاولة اغتيال ترامب، سواء كانت حقيقية أو مفبركة، تعكس حالة الفوضى والانقسام الداخلي في الولايات المتحدة. وبيّن أن المجتمع الأمريكي، بتاريخه القصير مقارنة بأمم أخرى، يفتقر للتجانس، مما يعزز من احتمالية حدوث صراعات داخلية.
وفيما يتعلق بقمة الناتو، اعتبر حاج علي أن تضخيم القمة من قبل إدارة بايدن والديمقراطيين جزء من الحملة الانتخابية، خاصة مع إعلانهم عن حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا. ومن القرارات البارزة والمثيرة للقلق كانت نصب صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا، وهو ما قوبل بتهديدات جدية من روسيا.
تحدث حاج علي عن التحالفات الجديدة التي تسعى أمريكا لتشكيلها في آسيا، مثل دعوة اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا، بهدف عسكرة المحيطين الهندي والهادئ ومواجهة الصين. واعتبر أن تعديل الدستور الياباني مؤخراً للسماح بإنشاء جيش وقوات مسلحة يمثل تطوراً خطيراً يعكس نية الولايات المتحدة في تعزيز موقفها العسكري ضد الصين.
ختاماً، يرى حاج علي أن الولايات المتحدة، التي تواجه هزائم متعددة في أوكرانيا وغزة وتايوان، قد لا تكون قادرة على الاستمرار في فتح جبهات متعددة وتمويلها. هذا الواقع، بالإضافة إلى الانقسامات الداخلية الحادة، يجعل من الصعب على أمريكا تحقيق أهدافها التوسعية في المدى القريب.