في تعليقه على ترؤس روسيا لمجلس الأمن وزيارة وزير الخارجية الروسي إلى نيويورك، أكد الدكتور محمود عبد السلام في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم أن السياسة الروسية تتناول موضوعات هامة لم يطرحها أحد من قبل، مثل القضية الفلسطينية وقضية أوكرانيا والنظام العالمي الجديد. هذا الدعم يعكس نية روسيا في نشر السلام وتأكيد أن نظام القطب الواحد يتعامل مع الآخرين كمجرد أتباع، بينما روسيا، بتوليها جلسة مجلس الأمن، تلعب دور رجل الإطفاء الذي يسعى لإخماد بؤر النيران التي تهدد السلام العالمي. رؤية روسيا الاستراتيجية تؤكد أن استقرار العالم لا يمكن أن يتحقق بوجود قطب واحد.
فيما يخص الدور الروسي في تشكيل نظام عالمي جديد وحل القضية الفلسطينية، أشار عبد السلام إلى أن روسيا ستحقق أهدافها من خلال تحالفها الاستراتيجي مع الصين وكوريا الشمالية، ومن خلال مؤسسات مثل مجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي. هذا التحالف يشكل نواة لإنشاء هذا العالم الجديد، والذي يتطلب وجود عدة أقطاب لتحقيق التوازن. الصين والهند، على سبيل المثال، لا تستطيعان أخذ دورهما بسبب الهيمنة الأمريكية، وهناك دول أخرى مثل إيران وتركيا والعالم العربي يجب أن تأخذ دورها للحفاظ على التوازن.
عبد السلام أشار أيضًا إلى دعم روسيا لحركات التحرر في سوريا ولبنان، مؤكدًا أن هذا جزء من بناء النظام العالمي المنشود. ونوه إلى الطرد التدريجي للاستعمار الفرنسي من أفريقيا والتذمر الواسع الحالي في الدول الأفريقية ضد الوجود الأمريكي، مما يعزز الدور الروسي في دعم الدول المظلومة.
وحول انعكاسات هذا الدعم على العلاقات الروسية الغربية، أوضح عبد السلام أن روسيا لا تحرض ضد أمريكا في الدول الأفريقية، لكنها تؤيد حق هذه الدول في الاستقرار والازدهار والاستفادة من ثرواتها. وعلق على خروج بايدن المحتمل من المشهد السياسي الأمريكي، مشيرًا إلى أن روسيا قد تدعم عودة ترامب إلى سدة الحكم، حيث كانت العلاقات بين أمريكا وروسيا في الحد الأدنى من المناكفات وأكثر انسجامًا عندما كان ترامب في السلطة. وأعرب عن اعتقاده بأن خروج بايدن وفوز ترامب المحتمل سيعزز العلاقات الروسية الأمريكية.
عبد السلام أكد أن المناظرة التلفزيونية الأخيرة كانت كارثية للحزب الديمقراطي، مما يعزز فرص ترامب في الانتخابات. واعتبر أن أي بديل لبايدن سيكون أقل صعوبة على ترامب للتفوق عليه. وعن التوتر بين أوكرانيا وروسيا، أشار عبد السلام إلى أن الموقف الأوكراني يتغير وأن ألمانيا تعود إلى الساحة، لكن الناتو وأمريكا هم من خاضوا هذه الحرب وليس الأوكرانيين. وأوضح أن الأوامر الأمريكية منعت توقيع اتفاق سلام كان وشيكًا، مما أدى إلى تصعيد الصراع بدلاً من حله.