في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، قدم المحلل السياسي أحمد يوسف تحليلا شاملا لدور روسيا في السياق العالمي الحالي وتأثيره على منطقة الشرق الأوسط. وفقا ليوسف، فإن إسرائيل تعيش في حالة فوضى عارمة، حيث يستعد المواطنون لحالات الطوارئ ويجمعون الطعام ويحضرون الملاجئ، وسط محاولات إسرائيل لجر الولايات المتحدة إلى حرب مباشرة. هذا السيناريو يعكس عمق أزمة إسرائيل واعتمادها المتزايد على الدعم الأمريكي لتحقيق أمنها، لكنها تواجه تحديات متزايدة في ظل التطورات الأخيرة مثل عملية “طوفان الأقصى”.
يوسف يشير إلى أن إسرائيل تعاني من عقدة “شمشون”، وهي استراتيجية متجذرة في الوعي والتراث الإسرائيلي تقوم على مبدأ “علي وعلى أعدائي”. بعد صور التوحش الأخيرة، انقلب الرأي العام العالمي ضد إسرائيل، مما يعمق مأزقها ويدفعها نحو تصعيد حتمي. رغم أن لا أحد يرغب في الحرب، إلا أن الظروف الحالية تجعلها لا مفر منها، وقد يتم تأجيلها لكن لا يمكن إلغاؤها بالكامل.
عندما يتعلق الأمر بالاصطفافات الإقليمية، يوضح يوسف أن المنطقة شهدت تحولا جذريا في المصالح السياسية والجغرافية بناءً على مصالح الكيان الصهيوني. ويشير إلى أن انهيار إسرائيل سيؤدي إلى إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية في المنطقة بأكملها. بلاده الشام والجزيرة العربية ستشهدان تغيرات كبيرة، وقد تشهد المنطقة انهيار نظام سايكس بيكو، مما يؤدي إلى تكوين دول جديدة تختلف عن التشكيلات الحالية التي تخدم مصالح إسرائيل.
الدور الروسي يتجلى بشكل كبير في هذه التحولات. يؤكد يوسف أن الرئيس فلاديمير بوتين ليس سياسيا عاديا، بل إنه استعاد مكانة روسيا كقوة عظمى على الساحة الدولية. عندما يحذر بوتين من التصعيد، يزن كلماته بعناية، مما يعكس الاستراتيجية الروسية الدقيقة في التعامل مع الأزمات الدولية. سوريا، كساحة محورية في الصراع، تعتبر نقطة ربط بين ساحات المقاومة، وتعول عليها روسيا كساحة إسناد رئيسية.
يوسف يشدد على أن ما يحدث في أوكرانيا لا يمكن فصله عما يجري في سوريا. الغرب كان يتوقع هزيمة روسيا في أوكرانيا، إلا أن الدعم الغربي الكبير لأوكرانيا لم يحقق الهدف المنشود، وروسيا استطاعت استعراض قوتها النووية، مما يعكس قدرتها على الصمود وتحقيق أهدافها. المشكلة الحقيقية، وفقا ليوسف، تكمن في الغرب وأمريكا، حيث ستفقد هذه الدول قيادتها للعالم بسبب تشتتها في الحروب والنزاعات.
أخيرا، يشير يوسف إلى أن العالم الغربي يشعر بأن إسرائيل أصبحت عبئا عليه، وأن التحولات الاقتصادية والسياسية الجارية ستجعل أوروبا مسرحا لصراعات مقبلة. هذه الصراعات قد تعيد فتح ملفات نزاعات تاريخية مغلقة منذ الحرب العالمية الثانية، مما ينذر بمرحلة جديدة من عدم الاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.