في حديث مع إذاعة ميلودي إف إم، تطرق مهند حاج علي، العضو السابق في مجلس الشعب، إلى مسألة ازدواجية المعايير التي ينتهجها الغرب في تعامله مع روسيا. حاج علي يؤكد أن العداء الغربي لروسيا قد تجاوز مرحلة الصراع التقليدي ليصل إلى حالة من الكره العميق، تتجلى في تصرفات عبثية مثل منع فرنسا تربية القط الروسي لمجرد ارتباطه بالاسم “روسي”. رغم أن هذه التسمية ليست سوى دلالة لفظية تعبر عن نوع معين من القطط، إلا أن هذه الخطوة تشير إلى عمق الكراهية التي باتت تتحكم في تصرفات الغرب تجاه روسيا.
ازدواجية المعايير التي يتحدث عنها حاج علي ليست مجرد انحراف أخلاقي عابر، بل هي جزء من استراتيجية أوسع ينتهجها الغرب لتحقيق مصالحه، بغض النظر عن التناقضات الواضحة التي تظهر في سياسته. عندما يمنع الغرب، على سبيل المثال، روسيا وبيلاروسيا من المشاركة في الأولمبياد بحجة الحرب في أوكرانيا، في الوقت الذي يسمح فيه لإسرائيل بالمشاركة رغم الجرائم التي ترتكبها في غزة، فإنه يكشف عن هذه الازدواجية بشكل صارخ. هذه السياسات تؤكد أن الغرب لا يتعامل مع القوانين بموضوعية، بل يجيرها لخدمة مصالحه وأهدافه.
يرى حاج علي أن العداء الغربي لروسيا قد بدأ في التصاعد منذ أن استعادت روسيا قوتها ومكانتها الدولية بعد فترة من الضعف التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي. هذا الصعود القوي لروسيا أثار مخاوف الغرب، خاصة الولايات المتحدة، التي لا ترغب في التخلي عن موقعها كشرطي العالم الأوحد. لتحقيق هذا الهدف، يبرر الغرب كل تصرفاته، حتى وإن كانت تعني خرق القوانين الدولية أو تطبيقها بازدواجية واضحة.
التبعية الأوروبية للولايات المتحدة تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز هذه السياسات العدائية تجاه روسيا. الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا، لا تكتفي بتبني المواقف الأمريكية بل تتجاوزها أحيانًا، متجاهلة القوانين والمنطق. في المقابل، تتعامل هذه الدول مع إسرائيل مثلاً بحساسية أكبر، وتلتزم بالقوانين بشكل أكبر، مما يبرز التناقض الواضح في سياسات الغرب ويكشف عن أن المصالح هي التي تتحكم في هذه التصرفات.
في النهاية، يمكن القول إن هذا النهج الغربي ليس جديدًا، ولكنه يزداد وضوحًا وتصعيدًا مع كل أزمة جديدة. روسيا، التي نجحت في استعادة جزء كبير من مكانتها الدولية، تشكل تهديدًا مباشرًا على الهيمنة الغربية، مما يدفع الغرب لتبني سياسات عدائية، قد تبدو في ظاهرها مبررة، لكنها في جوهرها تعكس حالة من الخوف والقلق من فقدان السيطرة على النظام الدولي الذي تسعى إلى الحفاظ عليه بكل الوسائل الممكنة.