يواجه الكيان الصهيوني اليوم مرحلة من القلق والترقب غير المسبوقين، نتيجة تصاعد التهديدات من محور المقاومة على خلفية الاغتيالات الأخيرة لقيادات بارزة في حماس وحزب الله. الدكتور سليم حربا، الخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، أكد في حوار مع شبكة نيوز إنفو على هواء إذاعة ميلودي إف إم، أن الرد على هذه العمليات قد بدأ بالفعل، وهو يتكون من مرحلتين، حيث ستتجسد المرحلة الثانية من الرد في تصعيد عسكري واسع سيضع الاحتلال في موقف غير مسبوق من التوتر والانهيار النفسي والاقتصادي.
هذا الوضع يعكس حالة الهشاشة التي يعيشها الكيان، حيث أصبح هدف انتصار المقاومة في غزة وإفشال المخططات الإسرائيلية ثابتا لا يمكن التغاضي عنه. فالرد على الاغتيالات لن يقتصر على ردود فعل فردية من جبهات مختلفة، بل سيكون متزامنا، حيث يرجح أن يأتي من لبنان عبر حزب الله، ومن جبهات أخرى في اليمن وإيران وربما العراق، مشكلاً موجات متتالية من الهجمات تنهك الدفاعات الإسرائيلية مثل القبة الحديدية ومقلاع داوود.
الكيان الصهيوني الذي كان يظن أنه في حالة من التأهب القصوى، وجد نفسه عرضة لاختراقات نوعية كالتي حدثت عندما استطاعت طائرة انقضاضية من حزب الله اختراق 20 كيلومترا من الأجواء والوصول إلى هدفها داخل الكيان، ما يعكس ضعفا واضحا في قدراته الدفاعية. هذه الحادثة لم تكن إلا رسالة صغيرة من محور المقاومة، مفادها أن الاحتلال أمام سيناريوهات متعددة قد تُغرقه في موجات من الاستنزاف لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها.
التحليلات تشير إلى أن المقاومة قد تتبع تكتيكات جديدة في اختيار أهدافها، مستهدفة البنية التحتية الحساسة في الكيان، بما في ذلك منطقة “هوش دان” التي تحتضن نحو 50% من الأهداف الاستراتيجية للاحتلال. أي صاروخ يصيب هذه المنطقة سيحدث كارثة اقتصادية وبشرية، ناهيك عن الضربات التي قد تستهدف القواعد الجوية ومراكز قيادة الفرق العسكرية.
الدكتور حربا أشار إلى أن الهجوم القادم من محور المقاومة قد لا يكون جماعيا أو فرديا فقط، بل خليطا من الاثنين، حيث يمكن أن تبدأ هجمات متتالية من حزب الله، يليها فتح جبهات أخرى من اليمن أو إيران، لضمان عدم قدرة العدو على إعادة تجهيز دفاعاته بسرعة. هذه الاستراتيجية ستمكن المقاومة من استنزاف القبة الحديدية إلى أقصى حد، في الوقت الذي ستستهدف فيه هذه المنظومات الدفاعية في الضربات الأولى.
لا تزال هناك مفاجآت قادمة قد تغير موازين القوى في المنطقة، حيث يتوقع الدكتور حربا أن تكون الردود القادمة أكثر إيلاما وفعالية من أي وقت مضى. إن محور المقاومة يعمل على تحضير مفاجآت تكتيكية قد تشمل استخدام أسلحة جديدة واستهدافات دقيقة، ما يزيد من حدة التوتر لدى الاحتلال.
وفيما يخص الحرب النفسية، أكد الأمين العام لحزب الله أن هدف المقاومة ليس إزالة الكيان الصهيوني، بل هزيمته ومنعه من تحقيق أهدافه. إن فشل الكيان في تحقيق هذه الأهداف يعتبر انتصارا للمقاومة، ويؤكد على أهمية عدم السماح للكيان بالانتصار بأي شكل من الأشكال، لأن ذلك سيغريه بالتحرك ضد لبنان وسوريا والأردن، مما يحيي مشروع “إسرائيل الكبرى”.
الثوابت التي تحدث عنها حربا تشير إلى أن المقاومة مستمرة في تحقيق انتصاراتها، وأنها لن تسمح للكيان بالتحرك بحرية في المنطقة. وعلى الرغم من أن الوضع قد يؤدي إلى تصعيد كبير في الحرب، إلا أن محور المقاومة مستعد لكافة السيناريوهات الممكنة. الردود القادمة ستكون مؤلمة للكيان لدرجة تجبره على إعادة حساباته وتجنب أي تحرك مماثل في المستقبل.
في ختام حديثه، أشار الدكتور حربا إلى أن الرد المنتظر سيجبر الكيان الصهيوني على البقاء في موقف المدافع، وأنه إذا لم يكن الرد موجعا بما فيه الكفاية، فإن ذلك سيغري الاحتلال بتجاوز الخطوط الحمراء مجددا. لكن المقاومة مصممة على تحقيق ردود قاسية تلزم الاحتلال بالامتناع عن أي مغامرات جديدة، ما قد يضع حدا لموجة التصعيد الحالية أو يحولها إلى حرب شاملة في حال عدم تراجع الكيان عن سياساته العدوانية.